عاجلمحليات

لمَ تحرّك بايدن بخصوص الشأن اللّبناني؟

لبنانون عاجل – المصدر: النهار

شهدنا تحرُّكاً دوليّاً في الأيام القليلة الماضي فيما يختصّ بالملف اللّبناني، أبرزها التحرّك الفرنسي – الأميركي. فاللّقاء الثلاثي الشهير في إيطاليا بين وزراء خارجية أميركا وفرنسا والمملكة العربية السعودية هو احدى أهم محطات هذا التحرّك، بحيث ربط البعض هذا اللقاء بإعادة واشنطن تشغيل محركاتها في لبنان بعد أن انكفأت وصرح أكثر من سفير أميركي معني بالوضع الداخلي بأنّ بلاده لن تتعاطى بالأزمة اللبنانية كما المحطات السابقة، بل همّها فقط أن تدعم الجيش اللبناني درءاً لأي حرب أو اهتزازات أمنية قد تحصل في ظل تفاقم الوضع الحياتي والمعيشي والاقتصادي. فلا يزال ترقّب موقف الرياض بعد اللقاء الثلاثي في روما مُنتظراً. لكن، ما الذي دعا الادارة الاميركية التحرك اتّجاه لبنان؟

مصادر سياسية متابعة كما أكّدت الى جريدة “النهار” تشير الى “أنّ مرجعاً سياسياً علم منذ أيام ومن خلال أحد أصدقائه الأميركيين وهو سفير سابق في لبنان وتولى ملف الخارجية لفترة طويلة، بأنّ واشنطن بدأت بتحريك الملف الداخلي ولكن ليس كما في المراحل السابقة بل ضمن خارطة سياسية معروفة الأهداف والمرامي، متجنّبةً أي حوارات أو تواصل مع القوى السياسية التي كانت تلتقيها فيما مضى، وإنّما لا يخفى أنّها تتواصل مع المجتمع المدني على غرار الدول الأوروبية وفي طليعتها باريس، لافتةً إلى أنّ وصول الأوضاع في لبنان إلى مرحلة الانهيار والإفلاس استوجب هذا الدور المتجدد وإن بآليات جديدة بالتناغم والتماهي مع باريس والاتحاد الأوروبي والرياض، على أن تظهر نتائج هذه المساعي في خلال الأسابيع القليلة المقبلة باعتبار أنّ لذلك صلة بتطورات ميدانية وسياسية في المنطقة، ومن ثم جس نبض شركاء واشنطن حول كيفية إيجاد مخرج للتسوية الشاملة وترتيب أوضاع هذا البلد ضمن أنماط جديدة من شخصيات مستقلة ومعروفة، ومن ثم دعم الاستحقاقات الدستورية المقبلة، ولكنّ المسألة ستستغرق وقتاً حتى الخريف المقبل، فالأسابيع الثلاثة القادمة قد تبلور ما إذا كان هناك من مفاجآت ربما تؤدي إلى هذه التسوية.”

ولفتت المصادر إلى أنّ “الرئيس الأميركي جو بايدن عاد إلى الملف اللبناني من خلال بعض العناوين، حيث يُنقل أنّ هناك صداقات ينسجها مع مرجعيات رئاسية وسواها وطُلب إليه مساعدة هذا البلد الذي بات على شفير الفوضى العارمة، إلى اتصالات خارجية أجريت معه وأبرزها مع قداسة البابا فرنسيس وأحد رجال الدين في موسكو الذي لديه أيضاً علاقة وثيقة مع بايدن منذ سنوات طويلة.” أما الشأن الآخر فيتمثل بقرب الاستعدادات للانتخابات النصفية للكونغرس الأميركي والتي تُعدّ المدخل الأساسي لتجديد ولاية الرئيس إذا فاز بغالبية المقاعد، وعلى هذه الخلفية يسعى الرئيس الأميركي إلى تحقيق إنجازات في الشرق الأوسط ومنها لبنان لأنّها ستُصرف من خلال هذه الانتخابات.

أما العنوان الأساسي الآخر فيتمحور حول ما يجري في العراق من رسائل صاروخية لواشنطن عبر طهران وبتنفيذ الحشد الشعبي الذي تدعمه إيران، فالاعتداءات قد بلغت ذورتها مؤخراً بعد استهداف قواعد أميركية أساسية، ووفق المتابعين تعتبر إحدى مؤشرات الضغط الإيراني على مفاوضات فيينا النووية مع الولايات المتحدة الأميركية والتي شهدت في جلساتها الأخيرة تراجعاً كبيراً.

فمن هنا يعمل بايدن على استيعاب هذه الرسائل وتمرير الحل في لبنان قبل أن تُمسك طهران ومن قبل “حزب الله” بمفاصله بشكل كامل أكثر مما هي عليه الأمور الراهنة، وهذا ما سيمتد إلى دول الإقليم، وعندئذٍ تصبح المسألة في غاية الصعوبة والتعقيد بين إلهاء واشنطن في اليمن والعراق واستعمال الجمهورية الإٍسلامية الإيرانية الساحة اللبنانية منصةً لتبادل الرسائل التفاوضية النووية، وخصوصاً أنّ الساحة الداخلية ستشهد قريباً محطات استحقاقية أساسية، وفي حال لم يتم تدارك الأمر فعندها وعلى طريقة تزكية طهران و”حزب الله” للرئيس ميشال عون عندما أصبح رئيساً للجمهورية، قد تعاوَد الكرة من هذا الفريق.
وأخيراً، فإزاء هذه التطورات الإقليمية والدولية وتوقُّع زيارات لموفدين عرب وخليجيين وأوروبيين وربما أميركيين، سيعيش البلد حالة من الترقب والوقت الضائع في ظل غياب المعالجات لمشاكل الغذاء والمحروقات والأدوية، لأنّ هناك معلومات وتقارير داخلية وخارجية تحذّر من مغبة استمرار هذا الوضع القاتل على ما هو عليه دون أية معالجات بحجم هذه الأزمات، ما يعني أنّ كل يوم سيمر في هذا التوقيت سيكون مفصلياً بامتياز.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى