سلايداتمقابلات وتصريحات

ربيع الأمين: لبنان ما زال يتألم.. ومشكلتنا في نظامنا الطائفي

مجلس التنفيذيين اللبنانيين يشارك في مؤتمر الجامعة الثقافية في العالم

لبانون عاجل

دعا رئيس مجلس التنفيذيين اللبنانيين ربيع الأمين إلى الخروج من الدائرة الطائفية الضيقة إلى الدائرة الوطنية الأوسع، مشدداً على ضرورة البحث عن اللبناني الوطني الجيد بدلاً من البحث عن المسيحي الجيد أو المسلم الجيد لننتخبه، قائلاً: اللبناني الوطني الجيد هو حي فينا وعلينا أن نحييه مجدداً”.

كلام الأمين جاء خلال مشاركته في أعمال المؤتمر الاستثنائي للجامعة اللبنانية الثقافية في العالم لدعم لبنان في عاصمة المكسيك، وذلك في النادي اللبناني بمكسيكو سيتي على مدار ثلاثة أيام خلال الفترة من (23 و24 و25 شباط الماضي).

ولفت الأمين إلى أن معاناتنا كلبنانيين اليوم لا تحتملها شعوب العالم، داعياً المغتربيين اللبنانيين إلى تحمل مسؤولياتهم التي لخصها في عدم ترك وطننا لمصيره عرضة للتحلّل والتفكك، وقال: “علينا جميعاً أن نضع يدنا على المشكلة الأساسية وهي نظامنا الطائفي وكيف يمكننا الخروج منه إلى نظام المواطنة الأرحب”. وأضاف:” وهذا وبثقة تامة ليس بمستحيل …. فها نحن نعيش ببلدان الانتشار ووفق قوانينها نسطّر قصص نجاحاتنا من دون معوقات … فهذه الدول التي لا تعاملنا بحسب مناطقنا وطوائفنا بل بمدى التزامنا الدائم بقوانينها”.

لبنان لؤلؤةً تضيء سماء الشرق

ونوه رئيس مجلس التنفيذيين بأن لبنان كان دوماً دولة مؤثّرة في هذا العالم المترامي. وقال: “على الرغم من واقع الارتهان المؤسف للتأثيرات الخارجية الذي اتسم به على الدوام … كان في سرّائه وضرّائه يصدّر الثقافة بأنواعها كافة، وكان لؤلؤةً تضيء سماء الشرق، بطبيعته وشعبه وفكره وثقافته.

ورأى الأمين أنه مع المآسي التي ألمَّت بوطننا ولا يزال يعيش لبنان في خضمّها المتلاطم حتى اليوم، تشهد الدنيا في أقاصي الأرض وأدناها ملايين السفراء اللبنانيين الذين يشكلون فخراً لوطنهم وأبنائه، فمنهم من أمسى رئيساً لدولة، ومنهم من أصبح وزيراً، أو تقلّد مكانة مرموقة في الثقافة والأدب والدبلوماسية الدولية، لسانُ حالهم ولو لم يُسألوا: “نحن لبنانيون، نعم لبنانيون، وقادرون على التغيير وإنْ بالقلة النادرة وباللحم الحي”.

حمل بعض المغتربين انقساماتهم الطائفية والحزبية إلى بلاد الاغتراب

وأكد الأمين بأن ازمات لبنان هي أطماع وتداخلات على كافة المستويات، اذ التركيبة السياسية الطائفية الهشة عرّضت لبنان لكل أنواع التدخلات والتأثيرات الخارجية … فدخلنا من أزمة إلى أزمة … من نكبة فلسطين، إلى صراع المحاور إلى الانفلاش الفلسطيني في لبنان والوصاية السورية، إلى الاحتلال الاسرائيلي والوصاية السورية مجدداً، وصولاً إلى يومنا هذه مع سيطرة حزب إيران في لبنان على مجريات الأحداث. وقال: “كل ما تقدم، كان يجري تحت سقف حقوق الطوائف والمذاهب وكانت شعوب الطوائف والمذاهب هي التي تدفع الثمن الأكبر.

وتطرق رئيس المجلس في كلمته إلى نتائج الانتخابية الماضية، وعلى الرغم من تنويهه بمشاركة الاغتراب اللبناني فيه والتي كان له فيه بصمة إيجابية واضحة، إلا أنه اعتبر أن هذه المشاركة لم تكن بفعّالة كما يجب … ولم تؤدي إلى التغيير المطلوب الذي كنا نسعى إليه”، وقال: “نؤكد إيماننا بنظامنا الديموقراطي عبر تفعيل مشاركة المغتربين اللبنانيين بالعملية السياسية عبر الاقتراع بكثافة واختيار الانسب للتمثيل وهنا بيت القصيد … فبكل أسف حمل بعض المغتربين انقساماتهم الطائفية والحزبية إلى بلاد الاغتراب وكانت خياراتهم مرتبطة بمورثات سياسية طائفية لا باختيار الأفضل للبنان وللأجيال القادمة”.

وأضاف: “لنتمكن من المشاركة في عملية التغيير علينا العمل من اليوم لانتخابات ٢٠٢٦ والحرف الأول يبدأ عبر تجديد هوياتنا وجوازات سفرنا اللبنانية لأنها المدخل للمشاركة في العملية الانتخابية.

السعودية لم تقف ولن تقف مع طائفة ضد أخرى

كما تناول الأمين التغييرات التي تشهدها دول المنطقة ولا سيما دول الخليج العربي، منوهاً بتلك التحولات الكبيرة قائلاً : “لا ابالغ القول بأن التحول الحاصل في المملكة العربية السعودية هو الأضخم في التاريخ العالمي الحديث، إذ أن المملكة تشهد نهضة اقتصادية وثقافية وتنموية هائلة ضمن رؤية وطنية شاملة ومستهدفات اقتصادية واجتماعية واضحة ستعود بالخير على المملكة و المنطقة والعالم …”، مضيفاً: “وهنا أدعوكم إلى متابعة هذه النهضة والاستفادة من هذه المشاريع والفرص الاستثمارية المتاحة فأبواب المملكة مفتوحة للأفضل”.

ونوه بأن التوجهات المستقبلية في دول الخليج العربي والمملكة العربية السعودية تحديداً ستكون سنداً للبنان … اذ المملكة لم تقف ولن تقف مع طائفة ضد أخرى … بل هي مع ما يجمع عليه اللبنانيون بما لا يتعارض مع مصالح المملكة. ”

الأمين : ونحن ولدنا على أرضه أحراراً مستقلين”

وختم رئيس مجلس التنفيذيين كلمته بالدعوة إلى توحيد الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم بكافة فروعها … بما فيها تعاون كافة المجالس الاغترابية على إنقاذ لبنان قبل فوات الأوان … لنستعيده دولة سيادية  … ودعمه بالمشاريع الاقتصادية والتنموية إكراماً لوطن حبيب ولشعب  ما زال يتألم حتى اليوم”. وقال: “فإنْ كنا نطمح إلى لبنان يكون وطناً لجميع أبنائه، سيداً وحراً ومستقلاً، فيجب علينا أن نُطبّق هذا على أنفسنا أولاً. نحن نعيش في وطنٍ وُلد حضارياً، ونحن ولدنا على أرضه أحراراً مستقلين”.

كانت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر العالمي الاستثنائي للجامعة اللبنانية الثقافية في العالم، والذي عقد في قاعة بعلبك في النادي اللبناني في مكسيكو سيتي، حاشدة جداً، من رسميين، ومسؤولي ومندوبي الجامعة من كل القارات، ومن وجهاء الجالية اللبنانية في المكسيك.

افتتحت الجلسة برئاسة الرئيس العالمي نبيه الشرتوني، وحضور الأمين العام العالمي روجيه هاني، وفي مقدمة الحضور سفير لبنان في المكسيك سامي نمير، ممثلاً وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب، وحاكم ولاية قيريتارو موريسيو خوري (وهو من أصل لبناني) والوفد النيابي المرافق له، والمطران جورج أبي يونس، راعي أبرشية المكسيك المارونية، سفير دولة فلسطين محمد سعدات، عميد السلك الدبلوماسي في المكسيك، رئيس النادي اللبناني كارلوس لطيف، رئيس الرهبنة المارونية في المكسيك الأب عبدالله بدوي والآباء المرافقين، اللجنة الإدارية للنادي اللبناني، رؤساء نوادٍ لبنانية من مناطق مختلفة في المكسيك، وحشد من وجهاء الجالية.

كما حضر مندوبو الجامعة من القارات الخمس ومن بينهم الرئيس العالمي الأسبق بشارة بشارة، والرئيس العالمي الأسبق أنيس كارابيت، والرئيس العالمي الأسبق أليخوندرو خوري، كذلك مدير هذه الجلسة الافتتاحية الرئيس العالمي الأسبق الياس كسّاب تعاونه كارلا عضم. كذلك وفد أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي برئاسة الرئيس القاري ألفرد مالك يشاركه رئيس المجلس الوطني المكسيكي المُضيف ميغل عطيّة، ورئيس المجلس الوطني الأرجنتيني غبريال عبيط، رئيس المجلس الوطني في البيرو جان بوغصن، ووفود من مختلف البلدان في القارة، كذلك رئيس قارة أمريكا الشمالية يرافقه رئيس مجلس ولاية ماساشوستس دافيد أبي شاكر ووفود من كندا والولايات المتحدة الأميركية، ومندوبين من أوروبا وأفريقيا وأستراليا، ومن الجمعيات المتحالفة مع الجامعة كـ cent pour cent التي تُليت رسالة من رئيسها سليمان معراوي في المؤتمر، و our new Lebanon و halfa التي تمثلت برئيسها أنطوان منسى، والذي تحدث عن المؤتمر الذي سيقام في طرابلس في أيار القادم لمساعدة الطلاب اللبنانيين.

  

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى