اتخذ ملف الاستحقاق الرئاسي منحىً آخر بعد إعلان رئيس مجلس النواب نبيه بري والأمين العام لحزب الله حسن نصرالله الدعم المباشر لترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، فبات للثنائي مرشّحه الواضح، إلّا أنّه فشل حتى الساعة في جمع كافة حلفائه خلفه، ولم يستطع حتى تأمين النصف زائد واحد لفرضه مرشحاً جدياً لرئاسة الجمهورية.، وفقاً ل”الأنباء” الإلكترونية.
إلّا أن في الإعلان رسائل عدة وجهها نصرالله، بعضها لحلفاء الأمس، وأخرى للخصوم. الرسالة الأولى لرئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، مفادها أن حزب الله ماضٍ في مشروعه مع فرنجية ولن يتراجع لمصلحة العلاقة مع التيار، مع العلم أن دعم الترشيح غير ملزم للعونيين، وفي ذلك نعي لاتفاق مار مخايل والتحالف القائم بين الطرفين، رغم تأكيد الحرص على تطويره، وفق ما ترى مصادر سياسية متابعة للشأن عبر جريدة “الأنباء” الالكترونية.
الرسالة الثانية، بحسب المصادر، كانت لفريق المعارضة، مفادها أن لحزب الله مرشح جدّي، ولم يعد يصوّت بالورقة البيضاء التي كان هذا الفريق يعيبه فيها، كما أن الحزب آخذ في التصعيد والحشد لمرشحه وخوض معركته، وهو خرج من دائرة الورقة البيضاء وإمكانية التوجّه نحو أسماء تسووية، على الأقل في المدى المنظور، ومن المعروف عن حزب الله أنّه لا يتراجع عن دعم يقدّمه مجاناً.
أما الرسالة الثالثة، فكانت من خارج الحدود، ومن إيران مباشرةً، ورغم تأكيد نصرالله على عدم ترابط ملف استحقاق رئاسة الجمهورية باستحقاقات إيران لجهة الملف النووي، او الحوار مع السعودية، إلّا أن التوجّه نحو التصعيد من خلال دعم فرنجية، كمرشّح غير مقبول من قبل فريق المعارضة، يمهّد لفترة فراغ طويلة، فيه نوع من الترابط، ويشي بأن إيران لا تريد إنجاز الاستحقاق في لبنان، وهي تتخذ منه رهينة إلى أن تُنجز استحقاقاته، ختمت المصادر حديثها.
وتؤكد مصادر قريبة من «الثنائي الشيعي»، ل”نداء الوطن”، أنّ «فرنجية مرشح جدّي وكلّ شيء وارد»، معتبرةً رداً على عدم إمكانية انتخاب رئيس «المردة» حسابياً، أنّ «العبرة في الخواتيم، وإنجاز الاستحقاق الرئاسي يتطلّب وقتاً»، جازمةً بأنّ «الثنائي» لا يزال على «الخطة أ» رئاسياً ويعمل على إيصال فرنجية بـ»التفاهم وليس بالفرض». يُفهم من كلام نصر الله أمس الأول، وكشفه عن لقائه برئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل والحديث الرئاسي الذي دار بينهما، أنّه لا يزال يعوّل على حلفه مع باسيل لتسهيل عملية انتخاب فرنجية، أقلّه لجهة تأمين النصاب والميثاقية المسيحية لجلسة الانتخاب وربّما لـ»تسريب» أصوات بعض نواب تكتل «لبنان القوي» لمرشح «الحزب». كذلك لا يزال رئيس مجلس النواب نبيه بري يعوّل على تبدُّل في موقف رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط لجهة تأييد فرنجية، إضافةً إلى اقتناعه بإمكانية نيل فرنجية «رضى» الرياض. هذا فضلاً عن استمالة أصوات نواب مستقلّين، متى انضمّت إلى التسوية دول وكتل كُبرى.