سلايداتمقالات

لكم ساعتكم ولنا ساعتنا!..

كتبت: كفا عبد الصمد

يكمن الهدف الاساسي في تقديم الساعة وتأخيرها توفير المزيد من الطاقة في الكون، واطالة النهار في فصلي الربيع والصيف وتقليل عدد ساعات الليل ما له من تأثير مباشر على زيادة الانتاجية والنشاط.. هذا بالمبدأ لكن بالإستثناء، اي في لبنان، الكيان الذي يعيش ابناءه حياتهم بالصدفة، تقديم الساعة او تأخيرها هاجس وطني يؤثر على الامن القومي ويعرض الكيان الوجودي الى الخطر..

ازمة الساعة اعادت الى مائدة الصحف اللبنانية والعربية عبارات سرعان ما تطفو على السطح كلما اهتزت الارض تحت اقدامهم.. الحرب الاهلية الانقسام الطائفي، شرقية وغربية، اسلام ومسيحية والخ… كلمة قادرة ان تشعل الشارع الافتراضي وتعيد للاذهان صور الحرب بسرعة البرق، ويبدا التراشق وتبادل الاتهامات بالانتشار بسرعة النار في الهشيم، وتتحول مواقع التواصل الإجتماعي الى جبهات قتالية لا تعرف عيبا ولا حياء.. وعلى قاعدة بيي اقوى من بيك، ونحن وطنيين وانتو عملا…

في جوهر القضية الموضوع ابسط من ذلك بكثير، القضية ليست قضية ساعة بالناقص او ساعة بالزايد، القضية ان هناك امرا ما يريدون تمريره، له علاقة بالبنك الدولي الذي منحهم الفرصة الاخيرة ولم يحركوا ساكنا، او له علاقة برياض سلامة او انفجار المرفأ او رئاسة الجمهورية او اي قضية معيشية اساسية تهدد حقا كيان هذه العصفورية المسماة وطن..

الاعيبكم اصبحت واضحة، هذا يرمي الطابة في ملعب ذاك، وثالث يلبس ثوب العفة ويدخل في الصلحة، وآخر يهول من حرب تطمحون اليها لكن عبثا تحاولون.. سيساتكم معروفة واكاذيبكم مكشوفة، ولو لم يتسرب الفيديو المقصود بين بري وميقاتي ويظهر للعلن الإستخفاف في معالجة الامور في البلد، وكيف تدار كواليس اللعبة السياسية، بكبسة زر او شحطة قلم وبناء على ميزاجية هذا او رغبة ذاك، لكان الجميع تقبل فكرة تاخير العمل بالتوقيت الصيفي، تماما كما حصل في العام 1989 وما دخلنا هذه الدوامة من التراشق اللفظي والتهديد بالحرب والانقسام..

لم تملوا او تتعبوا بعد، وكيف تملون وهناك فئة لا زالت تصفق لكم وتدافع عنكم وكانكم اولياء الله الصالحين.. تاجرتم بكل شيء حتى انكم تمارسون السمسرة على خالقكم علكم تبحثون عن ساعة تسرقونها من عمر الزمن.. حتى الله لم يسلم من فسادكم.. خبثكم اوصلنا الى القعر ووقاحتكم جعلتنا على الهامش..

افعلوا ما شئتم فان عجزت عن محاسبتكم عدالة الارض لا بد وان تكون عدالة السماء ارحم.. فشلنا في اقتلاعكم لان فسادكم متغلغل في النفوس وما سعيتم لزرعه خلال عقود لا يمكن ازالته ببساطة وسهولة..تسعون الى الحرب الاهلية، تتمنون حدوثها امس قبل اليوم، تدسون جواسيسكم في كل مكان محاولين افتعال الفتنة، يقلقكم الوعي، تعتمدون على مجموعة من الزعران ما زالوا يهتفون بحياة الزعيم ويقتاتون من فضلات البيك والسيد والشيخ والجنرال، لم تتنبهوا ان الامر لم يعد كما تشتهون، الزمن تغير وانتم ما زلتم هناك، في مكام بعيد تفوح منه رائحة الموت والدمار.. قد يبدو لكم انكم منتصرين لكن الحقيقة انكم في الرمق الاخير، سيتخلى عنكم من نصبكم حكاما عيلنا، ستنتهي صلاحيتكم وتسقطون كورق تشرين لتعود وتنبت الارض زهرا وجمالا.. مارسوا ما شئتكم من دعارتكم السياسية، اكشفوا للعالم الوجه الحقيقي لفسادكم، اشبعوا طمعكم ولو على حسابنا، سيأتي يوما وترحلون ويبقى لبنان ويبقى الامل.. لكم ساعتكم ولنا ساعتنا، لكم فسادكم ووقاحتكم وغشكم ونفاقكم ولنا رحمة ننتظرها من السماء بعد ان فشلنا في تحقيقها على الارض.. اعتاد اللبناني التأقلم مع الظروف كيفما كانت، وبدل العمل بتوقيت نعمل بتوقيتين، كنا نحسب سعر صرف الدولار، وثمن البنزين وارتفاع المواد الغذائية، اضف عليها احتساب الوقت، ستبقى لنا ساعتنا ولكم ساعتكم وبين الاثنين ملايين من السنوات الضوئية…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى