كتب عـادل أبو هـاشـم
مجزرة جديدة ترتكب ضد أبناء شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة ضمن مسلسل الإرهاب المنظم والمستمر في الكيان الصهيوني ضد فلسطين الأرض والبشر والمقدسات، ترجل على اثرها كوكبة من شهداء شعبنا من القادة و الأطفال و النساء ..!!
وفي ظل التخاذل و الصمت الغريب إزاء شلال الدم الفلسطيني، فاننا لن نندب قدرنا ..!
فهذا هو قدرنا . . قدرنا الفلسطيني ..!
قدر الفلسطينيون أن يقاوموا .. ويقاوموا .. ويجاهدوا .. ويستشهدوا ..!!
قدر الفلسطينيون أن يواجهوا ــ لوحدهم ــ هذه الهجمة الصهيونية التي لم يسلم منها الأطفال الرضع والفتية والنساء والشيوخ والشباب حتى الحجر والحيوان والطير ..!!
فكل ما في فلسطين استباحه العدو الصهيوني منذ عشرات السنين ، ويهدد باستباحته هذه الأيام في قطاع غزة ..!
والعالم العربي يصر ــ إصرارا عجيبـًا ــ على أن خيارهم الإستراتيجي هو خيار السلام ،
وتمسكوا به حتى آخـرشهيد فلسطيني ..!!
إن لكل شعـب من الشعـوب رموزه الوطنية ممن صنعوا أو ساهموا بصنع تراثه الحضاري والثقافي والوطني ، ويحفل التاريخ وتختزن ذاكرتنا بأسماء بارزة عديدة على مر العصور ساهمت في صناعة أوطانها .
وفي حالة الشعب الفلسطيني لم يعد الفرد يمثل أسطورة ، أو نموذجـًا متفردًا بالرغم من حالات البطولة الفردية المذهلة التي برزت من خلال ملحمة الجهاد والنضال الفلسطينية المتواصلة منذ أكثر من قرن من الزمان ، فالفرد هنا أصبح نموذجـًا لظاهرة عامة ، نموذج متوحد في ذاته مع مجموع السكان في مواجهة الغاصب ، والتحدي الحضاري والثقافي والنضالي الفلسطيني أصبح النقيض للمشروع الإسرائيلي الصهيوني بمجموعة ، فالبطل في مواجهة عصابة القتلة ، والشعب الفلسطيني هنا هو البطل الجماعي .
لا نسوق هذا الحديث من موقع العصبية الشوفينية ، بل من واقع المعاناة اليومية بكل جزئياتها للإنسان الفلسطيني أينما وجد، في المنافي والشتات ، أو على إمتداد مساحة الوطن الفلسطيني، أو ما تبقى من هذا الوطن في ظل هذه الهجمة الصهيونية البربرية التي يقودها مجرم الحرب ” بنيامين نتنياهو ” ضد كل ما هو فلسطيني ..!!
فالجسد الفلسطيني الطاهر يلقي بظلاله الآن على كامل مساحة الوطن العربي ، بل على مساحة الكرة الأرضية كلها ، وشلال الدم الفلسطيني لا يزال يتدفق على تراب هذا الوطن لينبت شقائق النعمان الفلسطينية ..!!
وفي ذاكرة ” النضال الفلسطيني ” تبقى صورة قطاع غـزة خالدة حتى الأبد ، وصور النضال و المقاومة الرائعة تتكرر فيه لتشكل المجرى الطبيعي للحياة اليومية المرة .. حيث العذابات القاسية ، والرغبة في تحدي الأقدار مهما صعبت ، ومهما كانت قراراتها .
ولأن قطاع غـزة في حياتـنا الفلسطينية هو الرمز الأكثر بروزًا للروح الفلسطينية ، ومعقل الوطنية الفلسطينية التي لم تشوه رغم تكالب آلاف العوامل القاسية عليه ، لذا كان القطاع دائمـًا هو الهدف للمعتدي العربي تارة ، والعدو الصهيوني تارة أخـرى .!
لقد تحمل قطاع غـزة طوال سنوات الثورة والنضال العبء الأساسي في صمود وديمومة الكفاح المسلح :
فيه شرارة الثورة .. ومنه زادها البشري .
له الغارات والمجازر .. ومنه الشهداء واليتامى والأرامل والثكالى .
بدم أبنائه كتبت شهادة فلسطين من جديد .
وبصور شهدائه أعطى للنضال الفلسطيني الزخم الثوري المتواصل .
لقد كان قطاع غـزة ولا يزال مغلقـًا وعصيـًا أمام الأعداء ، فلم يجد العدو وسيلة سوى مدافع الدبابات ، ومحاولة إغتياله بصواريخ الطائرات وأطنان المتفجرات والجرافات ، ناهيك عن تنظيم أبشع المجازر في تاريخ البشرية بحق أبناءه . !
لقد كان قطاع غـزة على الدوام قادرًا على النهوض من تحت الأنقاض ، محتفظـًا بروحه الفلسطينية الخالصة ، ومجسدًا ولائه الوطني بكل عمق ورسوخ ، فكان من البديهي أن تقف كل مدنه و قراه و مخيماته ــ التي شكلت على الدوام مدارس قتالية ــ في وجه الغزاة .
لقد تجاوز قطاع غـزة مساحته الجغرافية المحدودة ، وحصاره الصهيوني و العربي المحكم ليجسد على أرض الواقع الحقيقة الفلسطينية بأن هذا القطاع لا يسقط ، بل يقف على الدوام في وجه الأعداء الذين استباحوا دماء الأطفال والنساء والشيوخ .!
قطاع غـزة اليوم محطة مضيئة من محطات النضال الفلسطيني ، وليست أخيرة كما لم تكن في يوم ما الأولى .!
لقد جسد قطاع غزة البطل فكرة الثورة ، وفكرة الصمود في الزمن الصعب ، وكشفت دماء الشهداء الزكية التي كست أرضه الخيط الأبيض من الأسود لكل الذين روجوا لسلام الذئب والحمل .!
وها هي ” غـزة هاشم ” بصمودها الأسطوري أمام الهجمة الصهيونية تكتب صفحات مشرقة للمقاومة و الجهاد بدماء أبنائها ودموع نسائها و حجارة مساجدها وكنائسها و مدارسها و مستشفياتها .!
” غـزة هاشم ” الملحمة الفلسطينية النادرة في عصر لم يعد يعرف الملاحم ، فلا يوجد شبر من أرضها الطاهرة إلا وروي بدماء أهلها ، ولا يوجد إنسان أو شجرة أو حجر فيها إلا وجربت فيه إسرائيل كل ترسانتها العسكرية .!
ولأن ” غـزة هاشم ” في حياتـنا الفلسطينية هي الرمز الأكثر بروزًا للروح الفلسطينية ، ومعقل الوطنية الفلسطينية التي لم تشوه رغم تكالب آلاف العوامل القاسية عليها ، لذا كانت دائمـًا هي الهدف للمعتدي العربي تارة ، والعدو الصهيوني تارة أخرى .!
لقد جسدت” غـزة هاشم ” المجاهدة فكرة الثورة ، وفكرة الصمود في الزمن الصعب ، واكدت لشعبها الصامد والمرابط في كل انحاء الوطن السليب والشتات والمنافي نهاية عصر غطرسة القوة الاسرائيلية ، وانها ” السيف ” الذي يذود عنهم ، والدرع الذي يحميهم من بطش واجرام العدو الصهيوني .
وستكون ” غـزة هاشم ” الصامدة شاهدة ــ على مر التاريخ ــ على عظمة الفلسطينيين وقدرتهم في مواجهة كل معتدي أثيم ، وشاهدة على أن المارد الفلسطيني أقوى من الدمار والفناء ، وستبقى رمزًا للشرف والبطولة العربية .