كرّمت اللجنة الثقافية الاجتماعية – عاليه مؤسسها ورئيسها المرحوم الاستاذ عفيف سالم باز، بحفل أقامته في جمعية آل رضوان الخيرية، بحضور النائب أكرم شهيب ممثلا بالسيد وائل شهيب، رئيس بلدية عاليه وجدي مراد، طارق التيماني ممثلا وكالة الداخلية في الحزب الاشتراكي، ممثل عن وزارة التربية، وممثلي الجمعيات والنقابات وعدد من الشخصيات.
تعريف
استهل الحفل بالنشيد الوطني اللبناني، ومن ثم كلمة تعريف ألقتها عضو اللجنة نداء الصايغ جاء فيها:”نكرّم وجها بارزاً من مجتمعنا وهو من الذين هاجروا فكان مثالاً للجالية اللبنانية في الأخلاق العالية والغيرة على مصالح أبناء الجالية، كسب الوقت فأنعش الذاكرة التي حفر عليها بمسمار قلمه بعض الحقيقة، فكان كتابه “ذكريات في حياتي” الذي صدر عام 2007، أسس اللجنة الثقافية في عاليه عام 1995 مع مجموعة من الشباب المتحمسين، ونشطت في تكريم العديد من الأدباء واقامت ندوات طبية وموسيقية وتربوية، وأشارت الصايغ الى ان تكريم مؤسس ورئيس اللجنة الثقافية الاجتماعية – عاليه عفيف باز هو أقل واجب تجاه رجل عصامي عرف بمناقبيته وسلوكه الراقي في المجتمع.
مراد
بدوره ألقى رئيس بلدية عاليه وجدي مراد كلمة مدينة عاليه، تطرق فيها الى صلة القربى التي تجمعه بالراحل الكبير عفيف باز، ولفت الى الله منّ عليه بالخلق والاخلاق، مشيرا الى ان الراحل هاجر الى افريقيا حيث ثابر على عمله وحقق النجاحات قبل أن يعود الى لبنان، ولفت مراد الى ان المرحوم عفيف باز ابن هذه الارض الذي عرف بتواضعه ومحبته للناس ومساعدتهم والوقوف الى جانبهم كما ساهم بدور كبير في إنشاء قاعة آل رضوان.
وأضاف مراد الى دور الراحل عفيف باز بعد حقبة الحرب حيث ساهم في تحقيق الإنماء بمدينة عاليه، حيث كانت بصماته واضحة على أكثر من صعيد فشكل نموذجا يحتذى به في العطاء والتضحية والعمل الخيري، ونحن اليوم نفتقد لرجل إتسم بالإنسانية والعطاء، فذكراه باقية دائماً وأبداً”.
راجح
كلمة أصدقاء الراحل القاها جميل راجح وجاء فيها:”الحبيب عفيف ودّعنا ولكنه لم يفارقنا، فهو الحاضر الغائب والبعيد القريب أبداً انتمى الى الغياب الجسدي ومضى الى آخر العمر كأنه على موعد مع الراحة الى النهاية، كلنا يعلم ان الجسد قميص يخلعه الإنسان وتبقى الروح أبدية بما تحمل من إنسانية وقيم ومناقب وسمو كما روح المكرم”.
وأضاف:”فيه تتجسد معاني الصدق مع الذات والاخرين وان يكون المرء هو هو في سلوكه وقناعاته يعلن ما يُبطن ويُبطن ما يعلن، غاب عفيف ولم يمت سافر وارثه الغني بمكونات الانسانية الحقة باق أبد الدهر، غاب بالجسد وحاضر بالمآثر رحل وارتحاله يأبى ان يحمل ما اكتنزته سنين العز والعنفوان والنزاهة والبراءة، ارثه الانساني كنسمة رقيقة منعشة.
وتابع: نفتقدك بألم وبالفرح والإعتزاز نستذكرك، ونسجل للمكرّم انجازاته في مجال الاعمال وهو من الذين غادروا هذا الوطن المعذب على اجنحة طموحهم، فحط رحاله في منروفيا عاصمة ليبيريا فأسس مع اخوته شركة تعنى بمجال السيارات، وطيلة عمله كانت معاملته ممتازة حيث تميز بدماثة اخلاقه.
كذلك استطاع ان يعطي وقتا للعمل الاجتماعي الذي كان فيه مميزا حيث ساهم بتأسيس النادي اللبناني في منروفيا، وكان عضوا اداريا نشيطا فاصبح قبلة الجالية اللبنانية، وكان عضوا بارزا في المجلس الوطني للجامعة اللبنانية الثقافية في العالم فرع ليبيريا عام 1972، وفي الوطن لم يتوان عن العمل الاجتماعي حيث كان من مؤسسي اللجنة الثقافية الاجتماعية بمدينة عاليه، وانتخب رئيسا لها وتميزت فترة رئاسته بنشاطات متعددة على جميع الأصعدة”.
وختم راجح:”عفيف باز كان مثالاً رائعاً يُحتذى حيث امتلك افاقا من المثاليات تعكس صورة روحه ونقاء اخلاقه العالية وانسانيته، فحسناته تعرف دون ان تعلن كالنسمة تلفحك دون ان تراها، فهو جمع في اسمه العفة والطيبة والشفافة وشموخ البزاة في بنية العائلة، ايها الاخ والصديق والرفيق ما احوجنا الى امثالك في هذا الزمن الرديء، ولكن هذه حال الدنيا الكل يذهب ويبقى الاثر، ولم أكن أتخيل يوما أني سأكتب عنك في يومك تكريمك الاغر، لكن ارثك الانساني والاجتماعي المجيد تعزية لنا ولعائلتك ومحبيك”.
د.شهيب
والقت الدكتورة سناء شهيب كلمة اللجنة الثقافية وجاء فيها:”نجتمع اليوم لتكريم قامة إجتماعية مميزة تركت أثرا لا يمّحى في حياتنا ومجتمعنا . رجل عصاميّ عمل بصمت فدوّت نجاحاته في أرجاء الوطن والمغترب. استل من مدينته عاليه الرّفعة والثبات فكانت ملاذه الدائم بعد عناء السفر والعمل. أسّس عائلة كريمة على رأسها سيدة فاضلة السيدة سناء باز وأولادهم طبيب ناجح قلّ نظيره في العالم الدكتور ماهر وسيدتان فخر للمجتمع السيدة منى والصديقة مي وتربوية متفوّقة جعلت العلم شعاراً لها الدكتورة ميرا”.
بقلب حزين نفتقد هذا الشخص الملهم ، ولكن بشعور من الامتنان نفكر بإنجازاته. الأستاذ عفيف باز ، مبادراتك في عمل الخير هي أكبر شهادة يعتز بها إنسان. تكريمك لكلّ صاحب رسالة في مجتمعه نابعة من ثقافة ألا وهي ثقافة التكريم، التكريم كحافز لأبناء المجتمع حتى يسعى الجميع نحو الجدّ والإجتهاد.
أسس الأستاذ عفيف باز مع مجموعة من الخيّرين اللجنة الثقافية في عاليه عام 1997ودأبت اللجنة الثقافية و منذ تاسيسها على اقامة احتفالات تكريمية لرجالات العلم والثقافة والعلماء.
وتابعت:”لقد حظيت بشرف مرافقة الأستاذ عفيف باز قي اللجنة الثقافية وفي كلّ مناسبة كان يدهشنا بدقّة الملاحظة ومتابعة كافة التفاصيل. كان يدهشنا بكرمه وحكمته وقبل كلّ شيء تواضعه. كان مشجعاً للمبادرات الشابة ومنها جمعية خطى الشّباب التي واكب نشاطاتها ودعمها”.
أستاذ عفيف باز، نعم ستبقى اللجنة الثقافية الإجتماعية في عاليه وستعاود نشاطها برعاية زوجتك الفاضلة والزملاء والزميلات الكرام.
وختمت:”نعدك بإكمال المسيرة الثقافية والفنية والإجتماعية على صعيد لبنان أجمع”.
شيا
بدوره ألقى الأستاذ فؤاد شيا كلمة نادي عاليه حيث قال:”نجتمع لتكريم المرحوم عفيف باز الذي كان مناضلا بالأعمال متنقلا من بلد الى اخر في هذا العالم، ليثبت ان المثابرة والاستقامة في العمل هما الطريق الاسرع والاسلم للوصول الى الاهداف، كما ان إنشاء عائلة صالحة هي بحد ذاتها نضال من اجل خلق مجتمع تخدم من خلاله بيئتك ووطنك”.
واستذكر شيا ما ورد في كتاب الراحل عفيف باز لجهة الحنين الى الوطن والأهل والاصدقاء، فهو كان من الذين تغربوا على مدى عشرات السنوات لأنه احب وطنه فكان النجاح تلو النجاح، ونحن لمسنا محبته وانسانيته من خلال مساعدته المادية المتكررة لنادي عاليه، وتطرق شيا الى دعوات الراحل المتكررة للسماح والمغفرة للتعامل مع الناس، وختم قائلاً:”رحم الله الراحل عفيف باز رحم الله رجل القدرة”.
كلمة العائلة
وفي الختام ألقت الدكتورة ميرا عفيف باز كلمة العائلة وجاء فيها:” كان والدي شاباً عندما هاجر للعمل بأفريقيا بعد أن نشأ بمدينة عاليه، سافر ولكن قلبه بقي في عاليه عروس المصايف، فهو عاصرها في أيام عزها وأيامها الحلوة وبقيت صورة مدينته مطبوعة بذهنه، وعندما تدمرت خلال الحرب حزن عليها كثيراً وأحب ان تعود كما كانت، وكان والدي من خلال تجربته ان انماء البلد لا يتم من خلال السياحة ومن دون اهلها، فهو الذي نشأ في عروس المصايف وتدرس وتحرج من الجامعة الوطنية لكن لم تتوفر له فرصة العمل، فاضطر للهجرة الى افريقيا للعمل
كان لديه وفاء لمدينة عاليه وكان يناديها بعروسة الدنيا ولم يكن يتكمنى لأحد من ابنائه أن يعيش في الغربة وخارج الوطن، فكان همه ان يتعلم أبناء بلده وينجحوا في بلدهم، وكان يؤمن بأن السبيل الوحيد للنهوض بعاليه والوطن باسره هو من خلال العلم، فهذا الايمان بالعلم تعلمه من استاذه في اللغة العربية الشاعر والاديب الكبير مارون بك عبود، كما كان يطلق عليه، ودعا للسير على خطاه في العلم لأنه رأس الادب والحضارة، وختمت الدكتورة باز كلمتها بتوجيه الشكر للحضور وللجنة الثقافية على تكريم والدها الذي كان مجبولا بالعلم والثقافة”.
وبعد الكلمات إختتم حفل التكريم ببوفيه عن روح المكرّم المرحوم عفيف باز.