كتب طوني فرنسيس في نداء الوطن:
باكتمال دزينة من جلسات الانتخابات الرئاسية تكتمل صورة توزّع القوى في المجلس النيابي واحتمالاتها السلوكية في الجلسة أو الجلسات المقبلة.
في هذه الجلسة الأخيرة صوّت النواب لمرشحَين واضحَين، تقف خلف كلٍ منهما كتل وازنة ومهمة، وخرجت كتلة أخرى كبيرة الحجم (18 نائباً) عن المرشحين تحت عنوان الذهاب إلى خيارٍ ثالث.
لم يحصل مثل هذا الأمر في السابق. فعلى مدى 11 جلسة كان المرشح ميشال معوض يفوز وحيداً بأكثر من ثلث أعضاء المجلس النيابي مقابل عشرات الأوراق البيضاء. اخيراً انتهى هذا الشكل من الاستخفاف وحصل تصويتٌ لمرشحَين لم يحز أي منهما غالبية تؤهله للفوز، وسارع نواب «الثنائي» وفريقهم إلى نسف النصاب خوفاً من احتمال إجراء دورة انتخاب ثانية لم يكن أحد قادراً على توقع نتائجها سلفاً.
صحيح ما قاله بعض النواب من أنّ النواب الـ18 الذين لم يصوتوا لأي من المرشحَين الرئيسيَين، يمكن اعتبارهم جزءاً من المعارضة لخيارات الثنائي وحلفائه، لكن الصحيح أيضاً أنّ قسماً من هؤلاء النواب عبّر عن رغبته بخيار ثالث بعضهم رآه في زياد بارود وبعضهم ينتظر. فهل يعني ذلك أنّ التصويت سيتكرر وسيقود إلى النتيجة نفسها؟
في الأيام القليلة المقبلة ستتضح معالم صورة ما بعد الجلسة، مثلما أوضحت الجلسة نفسها معالم تكونت قبل انعقادها.
هنا يصبح ضرورياً النظر في ما يجري حولنا لفهم وتوقع ما يمكن أن يحصل في قاعة المجلس النيابي. ليس في ذلك استسلام لما ستمليه تقاطعات الخارج، فالداخل قال كلمته والخارج سيأخذها بعين الاعتبار.
في الخارج تقترب إيران وأميركا من «تفاهمات» جديدة بشأن الملف النووي أولى نتائجها سماح أميركا لإيران باسترداد أموال محجوزة في العراق. وفي الخارج لقاء إيراني- فرنسي- بريطاني- ألماني في ابو ظبي (الثلثاء) لبحث الملف إياه، سبقه اتصال قالت الصحافة الروسية أنه متوتر بين الرئيسين ايمانويل ماكرون وابراهيم رئيسي (السبت) ولم تقل إيران أو فرنسا إنه كان متوتراً. وفي فرنسا وتزامناً مع الجلسة الـ12 حل الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي ضيفاً على ماكرون وفي جدول أعمالهما بند الرئاسة اللبنانية ومستقبل لبنان.
السؤال بعد كل هذا كيف سينعكس حراك الدول في ساحة النجمة؟ والجواب سيكون في مدى سرعة الدعوة للجلسة 13 وفي كيفية تصرف كتلة الـ18 وربما كتلة أخرى توازيها عدداً.