سلايداتمقالات

حزب الله مرتاح لـ”العونين”: مواجهة الضغوط ومحاولة تجاوز الفتنة

كتب منير الربيع في المدن:

 تزداد الضغوط التي تفرض نفسها أو تُفرض على الواقع اللبناني. في بعض الأحداث وتداعياتها، لا بد من تجاوز البحث في ملفات كثيرة، ولا سيما انعكاس حادثة الكحالة أو غيرها من الحوادث على استحقاق انتخاب رئيس للجمهورية، أو على العلاقة بين حزب الله من جهة والتيار الوطني الحرّ من جهة أخرى. وكانت تساؤلات كثيرة قد أثيرت  حول مدى تاثير الحادثة سلباً على مسار التفاوض بين الحزب والتيار، الأمر الذي يعتبره حزب الله منفصلاً بشكل كامل، على قاعدة تمسّك الطرفين بعلاقتهما وتطويرها.

يأتي ذلك على الرغم من بعض العتب الذي يبديه الحزب تجاه التيار إزاء الموقف من الحادثة، علماً أن هناك جهات تتفهم موقف الوطني الحرّ في ظل المزايدات القائم
اشتداد الضغوط وتكاثرها، يمكن أن يهدف لانتخاب رئيس للجمهورية على المدى الأبعد، ولكن لم يعد بالإمكان فصل ما شهدته الساحة اللبنانية في الفترة الأخيرة عن بعضه البعض، منذ اجتماع الدوحة والتمسك بضرورة إتخاذ خطوات جدية على طريق التسوية، أو التلويح باتخاذ إجراءات أو فرض عقوبات في حال لم يتم الوصول إلى صيغة توافقية.

ضغوط وعقوبات
ما بعد الإجتماع وإعطاء مهلة حتى شهر أيلول، بدأت الضغوط بالظهور، وانعكست في تفجر أحداث أمنية متعددة، من مخيم عين الحلوة، إلى حادثة عين ابل، فحادثة الكحالة مروراً بالتحذيرات الخليجية. وما بين هذه الأحداث، كانت سلطة العقوبات تتحرك، على وقع رسالة وجهت من الكونغرس الأميركي إلى الرئيس جو بايدن حول فرض عقوبات على شخصيات سياسية لبنانية متهمة بعرقلة مسار إنتخاب الرئيس. ذلك يرتبط أيضاً بالتصنيف الذي أصدرته فيتش وأيضاً يشكل مزيداً من الضغوط الإقتصادية على البلاد، وصولاً إلى العقوبات التي فرضت على حاكم مصرف لبنان رياض سلامة وأفراد من عائلته.

هذه العقوبات لا تقف عند حدود سلامة، بل تستهدف جهات متعددة عليها أن تقرأ الرسائل، لا سيما ان هناك أجواء في واشنطن تشير إلى احتمال اتخاذ المزيد من الخطوات والإجراءات بحق “النخبة السياسية والإقتصادية والمصرفية” اللبنانية. هذا كله من شأنه أن يضع اللبنانيين أمام لحظة الإستحقاق الجدّي. وإذا ما ربطت هذه الضغوط السياسية والإقتصادية بالوقائع المتفجرة أو المتردية على الأرض، فكل هذه العناصر تتجمّع لتصب في اتجاه من إثنين، إما اقتناع الجميع بضرورة الذهاب إلى تسوية قريبة، وإما أن الوضع سيتفاقم أكثر في المرحلة المقبلة.

مساعي الديبلوماسية القطرية
في هذا السياق، يبرز الإتفاق الإيراني الأميركي، على إطلاق سراح رهائن، مقابل تحرير أموال إيرانية. وهذه العملية كانت نتاج نجاح الديبلوماسية القطرية، والتي تجلت في الزيارة الأخيرة التي أجراها وزير الدولة في وزارة الخارجية القطرية الدكتور محمد بن عبد العزيز الخليفي إلى إيران قبل فترة. في تلك الزيارة نجح الخليفي في الوصول إلى هذا الإتفاق على إيقاع إعادة إحياء المفاوضات حول الإتفاق النووي. يأتي الإتفاق في ظل بروز ملامح عودة أميركية إلى المنطقة من الإجراءات التي تتخذ على الحدود العراقية السورية إلى استقدام تعزيزات عسكرية أميركية إلى الخليج، وهو ما يجري بعد الإتفاق الإيراني السعودي الذي تحاول جهات متعددة رفع العقبات امامه.

الحزب مرتاح لمواقف عون وعون
كل هذه الأحداث والتطورات، تجد لها أصداء على الساحة اللبنانية، سواء بشكل واقعي، أو من خلال الربط المعنوي بها وانتهاج السياسة على إيقاعاتها. وغالباً ما ينعكس ذلك توتراً بين اللبنانيين كالأحوال التي شهدتها الساحة اللبنانية في الأحداث المتوالية الآنفة الذكر. تبقى حادثة الكحالة هي الفيصل، بين قوى سياسية تريد الذهاب إلى مقاطعة حزب الله حتى النهاية، ومجموعة أخرى تلتزم الصمت، ومجموعة تحاول استدراج الحزب إلى تجديد التفاهم، كما فعل التيار الوطني الحرّ. فيما يسجّل الحزب أمام هذه المعطيات مسارين إيجابيين جداً، وفق ما تقول مصادر قريبة منه، الاداء الذي قدّمه قائد الجيش جوزيف عون في حماية السلم الأهلي، والموقف الذي أطلقه رئيس الجمهورية السابق ميشال عون الذي دعا إلى التهدئة وضبط النفس ومنع الإنجرار وراء الفتنة والعصبيات. وهو موقف ينظر إليه الحزب بالكثير من الإيجابية والتقدير، ويعتبر أنه موقف أسهم في وأد الفتنة التي كان يتم العمل على تحقيقها بالرهان على إتساع رقعة الشرخ بين الحزب والمسيحيين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى