كتب مالك حجازي في اللواء:
حرّرتم الحجر وإحتليتم البشر..
ربحتم بالعسكر وخسرتم سياسياً، اقتصادياً وإجتماعياً، وشعبوياً..
فرضتم معادلة النفط مقابل النفط مع العدو وسكتكم على الشركات الخاصة التي سوف تسرق النفط مع الحليف..
لبنان، إيران، سوريا، اليمن، والعراق جبهة واحدة لمحاربة إسرائيل..
يملكون مئات الآلاف من الصواريخ البعيدة المدى والذكية وممكن النووية، بالإضافة الى مسيّرات وأسلحة هجومية وقطع بحرية ونصف مليون عسكري متدرب.
يعيش لبنان وسوريا والعراق واليمن وليبيا وإيران والسودان والصومال أزمات اقتصادية لعدم خضوعهم للإملاءات الأميركية..
ممتاز!!
الهدف المعلن هو تحرير القدس، هدف نبيل وقد يكون واجب شرعي..
لكن السؤال الكبير متى؟..
تعيش شعوب تلك الدول مأساة ونقص بالأكل والإستشفاء والمحروقات والتعليم والكهرباء والمياه والدواء..
كل هذه الأسلحة ونصف مليون عسكري ممكن أن يمحوا إسرائيل..
متى تستخدمونهم؟..
مفاوضات – خلافات – مصالح – مفاوضات – خلافات – مصالح وبعدين!!
نحن في لبنان تعبنا ونرغب بالعيش بسلام وهدوء وكرامة وإحترام.
تحرير القدس واجب ديني ووطني وأخلاقي ينطبق على المسلمين والمسيحيين..
لماذا نتعهده نحن وحدنا في لبنان تحرير القدس، كيف نحرّر فلسطين ونحن نحتاج الى ثمن ربطة خبز؟!
أي حرب بين لبنان وإسرائيل، سنموت من الجوع وليس من القصف لأن معظم البيوت لديها قوت يومها فقط؟!
الى السيّاد والسادة في حزب الله، طالما أصبح لديكم توازن عسكري مع إسرائيل ووجودكم ردع إسرائيل من الإعتداء علينا لماذا لا تلتفتوا الى الداخل وتساهموا مادياً وبشرياً ومعنوياً وعسكرياً في إعادة بناء هذا البلد؟
حاربتم إسرائيل وانتصرتم، حاربتم الإرهاب وانتصرتم حاربتم داعش وانتصرتم..
لماذا لا تحاربون الفساد؟
هل تعلمون ان الفساد هو القوة الوحيدة التي سوف تنتصر عليكم كإنتصار السوس على الخشب وكتفتيت المياه للصخر؟!
نجّل ونحترم الشعب الفلسطيني ونقف الى جانبه عندما نستطيع لكن بظروفنا هذه لم يعد لدينا ما نقف به مع أنفسنا.
كي نحرر القدس علينا تحرير بلدنا من الطبقة الحاكمة وتحرير بلدنا من الفساد، والساكت عن الحق شيطان أخرس وإذا لم تكونوا شركاء بالفساد فأنتم شركاء بالسكوت عنه.
السلاح الذي يدافع عن لبنان ضد أي عدوان هو سلاح كرامتنا لكن وهج هذا السلاح لا ينفع بالداخل.
تريدون تحرير القدس؟ تفضّلوا نحن معكم..
لا تريدون تحريرها الآن؟ ساعدونا كي نبني وطن..
لا تريدون تحرير القدس الآن ولا تريدون بناء وطن الآن فإذاً حلّوا عنّا..
جماهير دول المحور أصبحت تقول لتحكمنا إسرائيل ونعيش بسلام غذائي وإستشفائي وتعليمي وأمني وما بدنا القضية التي تعبنا منها.
في الحرب العسكرية ممكن الهروب من بيوتنا كي نعيش لكن بالحرب التجويعية نموت كل لحظة في أسرتنا.
إحذروا ثورة الرغيف…