
سأل متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران إلياس عودة «ألا نجد قادة وزعماء وسياسيين ومحتكرين ومتاجرين بحياة الناس وأرواحهم يستغلون الناس من أجل مصالحهم؟».
وخلال القداس في كاتدرائية القديس جاورجيوس قال عودة: «اليوم، لا نرى سوى جنونا يملأ الأرض كلها، بشرا يحقدون ويظلمون ويقتلون، يشنّون حروبا عبثية، إن فعلية أو كلامية، لإرضاء غرورهم وكبريائهم، وهذا ما يفعله إنسان اليوم، الذي يعيد الكرة من أجل شهرة على وسائل التواصل الاجتماعي، أو زعامة من أي نوع، أو مركز يصل عبره إلى مبتغاه. إنه يستعبد البشر الذين خلقهم الله أحرارا، مستخدما الله نفسه من أجل تحقيق أهدافه الشيطانية».
وقال: «يقول القديس يوحنا الذهبي الفم إنه «كان على الكرّامين أن يسرعوا لطلب المسامحة على آثامهم، إلّا أنهم كانوا يتشبثون بخطاياهم السابقة، ويتمرغون في حمأتهم. فهم يخفون آثامهم الأولى بآثام لاحقة». أليس هذا ما نشاهده حولنا اليوم، في كل المجالات، أخلاقيا واجتماعيا وسياسيا وماليا… ألا نجد قادة وزعماء وسياسيين ومحتكرين ومتاجرين بحياة الناس وأرواحهم يستغلون الناس من أجل مصالحهم؟ ألا نرى مسؤولين يخطئون في خططهم أو في إدارتهم، ولا يعتذرون، بل يزيدون الطين بلة بوضع خطط أسوأ أو بإدارة أسوأ، لا تعود على أحد بالخير. ألا نشاهد الذين يجاهرون بانحطاط الأخلاق يعمقون الهوة بينهم وبين الله، ويجرون معهم أبرياء يوقعون بهم، وعندما يواجههم أحد بأخطائهم لا يعتذرون أو يتوبون، بل يؤلبون الشعب كما فعل الفريسيون والكتبة قديما ضد المسيح».
وتابع: «الطفلة نايا البريئة التي كانت تلهو في ملعب مدرستها فارقت الحياة لأن إنسانا عديم المسؤولية والأخلاق ارتأى أن يطلق النار إما ابتهاجا أو غضبا أو حزنا. هل هكذا يعبّر الإنسان عن فرحه أو حزنه أو غضبه؟ وهل موت إنسان بريء يشفي غليله ويخفف معاناته؟ إطلاق الرصاص في المناسبات وكلما شاء أحدهم التعبير عن حالة ما هو عمل مرفوض ومدان، وعلى السلطات المختصة اتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع هذه الظاهرة ومعاقبة كل من يقوم بها. إن الطفلة نايا ضحية للإجرام واللامسؤولية. وهي ليست الضحية الأولى أو الوحيدة. لقد أصيب أبرياء كثيرون، ومنهم من فارق الحياة. متى يكف اللبنانيون عن استعمال السلاح عشوائيا؟ متى ستضبط الأحزاب عناصرها؟ ومتى ستضطلع الأجهزة الأمنية بدورها كاملا؟ ومتى سيحكم القضاء قبضته على كل من تسول له نفسه استرخاص حياة الأبرياء؟ أين القانون وهيبة القضاء؟ أين الدولة من هذا الفلتان؟ وأين العدالة من هذه الفوضى المستشرية؟ إنه انحلال أخلاقي يستهين بكل شيء حتى الحياة. إنه عنف مجاني لا ينفع أحدا وتخلّف ما بعده تخلّف».