سلايداتمقالات

لبنان على شفير مبادرتين.. محلية «متعثرة» وخارجية «مترنحة»

كتبت وفاء عواد في البيان:

لا يزال الداخل السياسي في لبنان تحت وطأة المبادرة التي أطلقها الرئيس نبيه برّي، بالدعوة إلى طاولة حوار في مجلس النواب، لمدة 7 أيام، خلال الشهر الجاري، وبعدها الذهاب إلى عقد جلسات متتالية لانتخاب رئيس جديد للجمهورية. ذلك أن هذه المبادرة أثارت سجالاً داخلياً، يُنتظر أن يتفاعل أكثر في الأيام المقبلة، وخصوصاً أنها دمجت موضوعَي الحوار بالجلسات المفتوحة لانتخاب رئيس للجمهورية. أما على المقلب الآخر من الصورة، فانتظار لعودة الموفد الرئاسي الفرنسي، جان إيف لودريان، إلى بيروت، والمرجّحة في 11 من الجاري،

وهو الذي خيّر التناقضات اللبنانية بين أمرين: إما الانخراط في ما سمّاه «حوار الفرصة الأخيرة» لكسر جدار التعطيل الرئاسي، وإما أن يدخل لبنان مدار التخلّي الدولي عنه. فهل ستحول مبادرة برّي الحواريّة دون توفير فرصة جديّة لنجاح مهمة لودريان في زيارته المقبلة لبيروت؟

وبين حدَّي وصفها بأنها «محاولة للتقدّم على الخصوم خطوة إلى الأمام»، وفق إجماع ثنائي «حركة أمل»- «حزب الله» وحلفائه، وبأنها «مناورة جديدة»، وفق توصيف قوى المعارضة، فإن ثمّة إجماعاً على أن رئيس مجلس النواب نبيه برّي مرّر موقفه بداعي «تبرئة الذمّة»، وأبقى نفسه في «منطقة آمنة».

ذلك أنه تحدث عن «جلسات متتالية»، وليس «جلسات مفتوحة»، وبالتالي، يمكنه عقد كلّ يوم جلسة انتخابية بدورتها الأولى، وبعدها يتمّ تطيير النِصاب.

وبالتالي، فإن ثمّة كلاماً عن أن الدعوة لحوار الأيام السبعة دخلت سابع المستحيلات، حيث ستتعرّض لنكسة سياسيّة في حال استمرّت الكتل المعارِضة خارج تلبيتها.

حواران متزامنان

وفي انتظار الخطوة التالية التي سيُقدم عليها برّي في الأيام المقبلة، ربطاً بتعاطي المكوّنات السياسية مع مبادرته، الذي سيحدّد ماهية هذه الخطوة، أكان في اتجاه استكمالها أو فرملتها على ما جرى في مبادرته الحواريّة السابقة، كان لافتاً عدم إشارة رئيس البرلمان إلى المبادرة الفرنسية التي يقودها الموفد الرئاسي الفرنسي، إذ اختار الشهر الجاري توقيتاً لمبادرته، أي بالتزامن مع عودة لودريان مجدّداً إلى لبنان كي يسبر أغوار إمكانية إجراء الانتخابات الرئاسية.

علماً أن الشكوك ازدادت في المناخات والأجواء التي تسبق عودة الأخير إلى بيروت، مع ارتسام صورة الانقسامات الواسعة مجدّداً حول مبدأ الحوار وآليته، كممرّ أو شرط أو وسيلة لتسهيل انتخاب رئيس للجمهورية، بما طرح الكثير من التساؤلات والشكوك حول الأهداف التي دفعت برّي إلى طرح حواري جديد، ما دام يعرف سلفاً أن المعارضة، التي رفضت الاستجابة لرسائل لودريان ووضعت مبادرته في خانة «الترنّح»، لن تكون في وارد التساهل معه هو.

وفي المحصلة، رفعت بعض أطراف المعارضة من وتيرة التصعيد الكلامي ضدّ مبادرة برّي الحواريّة، من زاوية الرفض، وإن كانت هذه المبادرة حرّكت المياه النيابية الراكدة.

أما على المقلب الآخر من الصورة، فكلامٌ عن أن هذه المبادرة هي بمثابة «قطع الطريق» على مهمّة الموفد الرئاسي الفرنسي، إذ من الصعوبة بمكان التوفيق بين تحرّك لودريان ودعوة برّي للحوار في الوقت نفسه. وعليه، ارتفع منسوب التساؤلات المرتبطة بهذا الشأن، ومفادها: لماذا تبدو دعوة الرئيس بري إلى الحوار متعثرة سلفاً؟ وأين تقع مبادرة لودريان، إذا كانت لا تزال موجودة؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى