سلايداتمقالات

تطوّرات متسارعة ومتصارعة

كتبت سناء الجاك في نداء الوطن:

أولاً: اجتمع رئيس كتلة نواب «حزب الله» محمد رعد بقائد الجيش جوزاف عون، فتوتر رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل، وربما يشعر أنّ «الحزب» يستخدم طريقة عمر بن أبي ربيعة فيمنح طرف عينيه للحوار من خلال اللقاءات المرتقبة بين النائبين علي فياض وألان عون «لِكَي يَحسِبوا أَنَّ الهَوى حَيثُ تَنظُرُ»، وذلك لاستثمار الوقت بالمفيد بانتظار اكتمال الصفقة الحقيقية، وقطع الطريق على باسيل ورهاناته لإطالة أمد الحوار مع «حزب الله» إلى ما بعد انتهاء ولاية القائد… أو أنّ المطلوب التشدد من جانب «الحزب» في لعبة عض الأصابع بانتظار أن يصرخ باسيل أولاً، فينصاع ولا يعرقل انتخاب سليمان فرنجية. وفي الاحتمالين توضع في «الخِرْجِ» اللامركزية الإدارية ومعها الصندوق السيادي أو الائتماني… لا فرق.

ثانياً: يعود الموفد الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت الأسبوع المقبل على إيقاع نغمات عن فشل مهمته وطي ملفها بعد رفض المعارضة النيابية للمبادرة الفرنسية الداعمة لترشيح فرنجية ولأسلوب تعامله عبر الرسائل مع ممثلي الأمة، أو أنّه سيحمل جديداً مغايراً، ربما تبلوره المحادثات التي سيجريها رئيسه إيمانويل ماكرون مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان خلال قمة العشرين التي تبدأ اليوم في الهند، وذلك انطلاقاً من قرارات اجتماع الدوحة للدول الخمس المعنية بالملف اللبناني.

ثالثاً: يحاول رئيس مجلس النواب نبيه بري جذب الرافضين لدعوته الحوارية فيقلص أيامها السبعة، ومن ثم يزيل التباس الجلسات المتتالية لانتخاب رئيس ويعلنها مفتوحة، وكأنه تلقى تعليمات بذلك، فقرر تطبيق الدستور بغية إنجاز الاستحقاق الرئاسي، ولكن وفق مبدأ «لا يموت الذئب ولا يفنى الغنم»، لذا عمد إلى استرضاء المعارضة من دون إحراج الممانعة، وسط زحمة موفدين يضعون النقاط على حروف مقررات اللجنة الخماسية.

في المقابل، تتكثف موجات النزوح الاقتصادي للسوريين إلى لبنان عبر عمليات التهريب عبر الحدود السورية – اللبنانية، وكأنها متعمدة بفعل فاعل لتوظيف تداعياتها، التي سوف تبتلع ما تبقى من فتات الأمان المعيشي للبنانيين، ولا تملك الحكومة اللبنانية بمواجهتها إلا التعهد بمعالجتها بجلسة حكومية تُعقد الأسبوع المقبل بحضور قائد الجيش ورؤساء الأجهزة الأمنية، وسط إجراءات أمنية متواصلة ينفذها الجيش اللبناني «ضمن الإمكانيات المتاحة» المعروف سلفاً عجزها عن ضبط الحدود المسيطر عليها من «حزب الله» وحلفائه وسراياه…

وأيضاً بفعل فاعل، تنهار الهدنة في مخيم عين الحلوة لتعود الاشتباكات بين «حركة فتح» والمتطرفين الإسلاميين المشمولين برعاية الممانعة، والرافضين تسليم المطلوبين لاغتيالهم رئيس الأمن الوطني الفلسطيني العميد العرموشي في شهر تموز الماضي، وذلك على الرغم من الجهود اللبنانية والفلسطينية المبذولة لوقفها، وبتدخل مباشر من بري الذي تابع تفاصيل الاشتباكات طوال ليل الأول من أمس.

وبين التطورات السياسية المتسارعة والمتصارعة والتهديدات الأمنية الحامية والمتزايدة، يترقب اللبنانيون بخوف مفاعيل استبدال منصة «صيرفة» بتفعيل منصة «بلومبيرغ»، مع إشارات لخبراء توضح أن الدولار سيبدأ رحلته المليونية، وذلك لأنّ دولار «صيرفة» كان من الاحتياطي في مصرف لبنان الذي كان يخسر حوالى ستة مليارات من الدولارات سنوياً، أما استعمال منصّة «بلومبيرغ» فهو ما يسمّى بـfloating currency أي أنّ سعر الدولار يحدّده سوق العرض والطلب، ومع غياب العرض وارتفاع الطلب كلفنا خاطركم!

أو من الآخر، ربما صدرت كلمة السر الأميركية بوجوب انهاء الشغور الرئاسي، وتبلغها أهل الحل والربط عندنا، فباشروا العمل لافتعال وسائل ضغط سياسية وأمنية ومعيشية لنسفها، أو انهم سيلتزمون ويمهدون لها من خلال رفع منسوب الخطر أمنياً واقتصادياً لتحضير الإخراج اللازم والملائم للصفقة التي نضجت.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى