كتب صلاح سلام في اللواء:
في ليلة المولد النبوي الشريف، أشد ما نكون بحاجة إلى العودة إلى ينابيع الرسالة الإنسانية، التي حملها خاتم الأنبياء إلى البشرية جمعاء، داعياً إلى المساواة والمحبة والتسامح، والتمسك بالأخلاق الحميدة، ونبذ الأحقاد والكراهية، والتسلح بالإيمان والصبر بمواجهة المصائب والملمات.
في زمن الإنهيار الأخلاقي، والحملات المركّزة على الترويج للأفكار الهدّامة لوحدة الأسرة، ونشر الفوضى الإجتماعية، وضرب القواعد العائلية التي قامت على أساسها المجتمعات، وفق التعاليم والمبادئ التي بشَّرت بها الرسالات السماوية، تصبح العودة إلى الجذور الإيمانية السلاح الأقوى في محاربة الأفكار الخبيثة، التي تُبيح شتى ألوان الفاحشة، وتنشر الرذيلة التي تهدد سلامة المجتمع وبنيته الإنسانية، بحجة حماية الحرية الشخصية، وإباحة مسالك الشواذات التي حرمتها العقائد السماوية والفلسفية.
لم يعد خافياً أن الموجات التي تجتاح العالم هذه الأيام لقوننة العلاقات المثلية بين البشر، هي نتيجة أجندات خبيثة، يتم تمويلها بمخصصات مليونية في كل بلد، ظاهرها دعم منظمات حقوق الإنسان، وحماية الحرية الشخصية، وباطنها تشجيع دعوات الإنحراف والشذوذ، التي بدأت تنتشر في المجتمعات الغربية، وفي أوساط النخب الحاكمة، بحيث أصبح وزراء يُفاخرون بزواجهم من أمثالهم، ووزيرات يُجاهرن بإنجابهم غير الشرعي، أو بالزواج من صديقاتهن.
ويُحذّر معارضو هذه الموجات في أوروبا من مخاطر تطور هذه الموجات الهدامة، ووصولها إلى «سفاح الأقارب» داخل العائلة الواحدة، ودعوة بعض الغلاة إلى تبرير ممارسات التحرش والإعتداء الجنسي على الأطفال (bedophil)، والتي كانت موضع إدانة وإستنكار دائماً في دوائر الفاتيكان.
ولكن ماذا عن دعاة المثلية في لبنان؟
ما زال موقف المراجع الروحية، ومن مختلف الطوائف، المعارض بشدة لمحاولات تشريع هذه الظاهرة التي تتعارض مع العقائد الدينية، والتي لا تلقى تشجيعاً من المراجع الرسمية في الدولة، تقف سداً منيعاً في تشريع هذه الممارسات الهدامة، رغم تجرؤ عدد من النواب على تقديم إقتراح بإلغاء العقوبة القانونية على الشواذات الجنسية، تحت ستار حماية الحريات الشخصية ــ كذاــ خاصة وأن معظمهم ينتمون إلى «جماعات التغييريين»، وما أدراك من خيبات الناخبين من النواب الذين رفعوا زوراً وبهتاناً شعارات التغيير في الإنتخابات الأخيرة.
في ذكرى المولد النبوي الشريف لا بد من العودة إلى ينابيع رسالات محمد وعيسى وموسى، لمواجهة كل تطرف سواء بالشعارات الدينية أو بالممارسات غير الأخلاقية!