سلايداتمقالات

لم يحن وقت البيلسان

كتبت: كفا عبد الصمد

لا اريد الحرب، لم اعد املك القدرة على التأقلم مع اصوات القنابل وصور الدمار ورائحة الموت… اريد العيش بهدوء واستقرار، الحياة لا تستحق كل هذا العناء.. اتعبني الترحال بين الاحلام والبحث عن ٱفاق جديدة وطموحات بقيت مجرد حبر على ورق.. لماذا كتب علينا الخوف، وعيشة الذل، والقهر المستمر، في الوقت الذي لنا فيه مطلق الحق في العيش بطريقة افضل… لا انكر انه في البداية دغدغت عملية طوفان الاقصى رومانسية الفتاة الثورية في داخلي، وهذه الرغبة في الانتفاضة ورفض الظلم في اعماقي، كما حدث مع كثيرين وانا على ثقة بان هذه الحاجة الى استنهاض رغبة التصدي موجودة في داخل كل منا، لكن وبعض مضي الوقت وحين تتابع وتقرأ ما يكتب بين السطور، تجد ان الوضع ليس كما تراه، وهذه الهبة الهرمونية الوطنية والتفاعل مع ما حدث ٱنية، وجاءت نتيجة تربية نشأت عليها او فكرة ٱمنت بها.. بعد مرور اكثر من 3 اسابيع على الحرب في غزة، شهداء فلسطنين ومعظمهم من الاطفال تخطى ال7000 بينما بوصلة الضحايا المدنيين لدى اسرائيل توقفت عن عدد ثابت لا يتغير 1400، ما هذه المقاربة الغريبة، هل نحن مجرد ارقام لا قيمة لارواحنا وهم نواة المجتمع الذهبي وارواحهم اهم واغلى… شهداء وضحايا الابادة التي تمارس بحق الفلسطينيين مجرد ارقام يتغير عدادها بين لحظة واخرى، والعالم يقف متفرجا لم يهزه 7000 ضحية مدنية تحولت الى اشلاء لكن 1400 يهودي قضوا بحلم فلسطيني اتعبه الحصار وضاقت عليه سبل الحياة، هزت العالم وحركت القياداة السياسية على اعلى المستويات وهبت اكبر الشخصيات الى زيارة اسرائيل والدفاع عنها… وبعد!.. اللعبة باتت مكشوفة والمخطط مرسوما، ولم يبقى لنا دورا سوى الموت، لانه عندما تتبدل الانظمة وتتغير الخرائط يصبح الشعب الوقود المستخدم لتنفيذ المخطط، وعند لعبة الامم دورنا ان نموت.. اذا اردتم وعدا جديدا على غرار وعد بلفور نفذوه ولماذا كل هذا الاجرام والقتل والفتك بالعزل.. لا تخافوا السلطات العربية من خليجها الى محيطها في سبات عميق، لم تحركها صور اطفال غزة اشلاء ممزقة ومعبأة في اكياس، ولم توقظها اصوات الحجارة وهي تهوي معلنة نهاية لبداية كانوا شركاء في كتابتها، انهم اضعف من ان يتكلموا او يعترضوا او يسجلوا موقفا.. وحده الانسان العربي ما زال يحلم بالعروبة، يؤمن بحقه في الارض ويقاتل بقوة ايمانه على جميع الجبهات، يقتل يعتقل ويتحول الى بقايا حلم وتبقى لديه تلك الرغبة، اخطأ حين سلم رقبته الى سياسيين بالهم في مصالحهم الشخصية لا في القضية الوطنية.. يكفي انتهاكا لادنى حقوقك ايها العربي الاعزل، قم وانفض عنك رائحة الموت، انتفض على واقعك الداخلي علك تتمكن من تغيير مكانتك الدولية.. الحياة وطن والوطن ارض والارض انتماء، شعارات جميلة، تكلفك دما وتشردا ودمار، وما يحيك لك في الخفاء لا يمنعه شيئا من الوصول الى النور… انه ليس استسلاما، لكنك اذا زرعت بذرة في ثلم اعوج عليك اعادة حرثه من جديد، لتضع بذرة صحيحة في مكانها المناسب… لا يجوز ما يحدث، ولا يتقبله عقل بشري، تقاومون بالدم واللحم الحي، وتتصدون لاجرامهم بكل شجاعة وبسالة، وخلف الكواليس يجتمعون وينسقون ويتفقون، وغدا حين تنتهي الحكاية وتوقع الاتفاقات ينسى الجميع بشاعة مجازرهم وصوركم المدمرة للقيم الانسانية، وينبون على انقاض احلامكم وبقايا دماء اطفالكم، اتفاقا كتب يوم ولعت النار في اجسادكم حالمة بالتغيير.. لم يحن وقت البيلسان بعد، ومع هكذا حكام قد لا يحين في زمن قريب، لا تملك حق الاختيار، خانك الداخل فكيف ينصفك الخارج، ولا تملك سوى الامل، بعضا من امل مغتصب، ولا نملك الا الصلاة، عل بطون امهاتنا تزرع بذورا اوفى في المستقبل، ويعود ليزهر البيلسان في درانا…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى