سلايداتمقالات

صحوة وطنية قبل وصول نيران غزة؟

كتب صلاح سلام في اللواء:

عودة حكومة نتانياهو إلى الحرب في غزة لم تكن مستبعدة، لأن الإستمرار في وقف إطلاق النار، وتمديد الهدن، سيفجر الحكومة الإسرائيلية من الداخل، خاصة بعد تهديد كتلة الوزير المتطرف بن غفير النيابية بسحب الثقة من الحكومة، وبالتالي إفتقاد الأكثرية الهشّة، وخروج نتانياهو من السلطة، وإعادة طرح الإنتخابات المُبكرة.
ولكن المستغرب أن تعود الإدارة الأميركية، بلسان وزير الخارجية أنطوني بلينكن، إلى تأييد العربدة الإسرائيلية في القطاع، والسكوت عن إستهداف المدنيين من جديد، وتبني مزاعم تل أبيب بأن حماس أخلّت بإلتزاماتها، وتبرير هذا القصف الوحشي ضد الأحياء المكتظة، وتجاهل سقوط أكثر من ٢٠٠ ضحية بين شهيد وجريح، خلال ساعات النهار.
موقف بلينكن المتذبذب أكد حجم الإنقسام الحاصل داخل الإدارة الأميركية من الحرب الإسرائيلية في غزة، حيث كان مدير المخابرات العامة الأميركية وليام بيرنز في الدوحة، يتابع مباشرة مفاوضات تمديد الهدن الإنسانية، وإطلاق المزيد من الأسرى لدى الجانبين، وتسهيل إدخال المساعدات الضرورية عبر معبر رفح، وصولاً إلى وقف العمليات العسكرية.
كما أن إتهام البيت الأبيض حماس بنقض تعهداتها في إتفاقيات الهدنة، من شأنه أن يشجع حكومة الحرب الإسرائيلية بالذهاب بعيداً في حرب الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين في القطاع، وتعمد تهجيرهم القسري. فضلاً عن العودة إلى إندفاعة تسخين الجبهة على الحدود اللبنانية، حيث لم يتأخر الوزير في حكومة الحرب غانتس عن الإعلان بأن علينا أن نغيّر االأوضاع الحالية في الجنوب(قطاع غزة) وفي الشمال( الحدود مع لبنان).
وتتصاعد التهديدات الإسرائيلية ضد لبنان، فيما الأطراف السياسية غارقة في خلافاتها العقيمة، والتي وصلت إلى مستوى الإنقسام حول أحقية المتضررين من قصف العدو للقرى الجنوبية، في الحصول على تعويضات مالية من الدولة لإصلاح منازلهم!
وهذا المشهد يعكس الواقع المرير الذي يعيشه اللبنانيون، بين الإهتراء السياسي في الداخل، وتهديد العدو الإسرائيلي المتصاعد على الحدود الجنوبية، ومخاطر الخروج عن قواعد الإشتباك، والإنزلاق إلى دوامة الحرب التي يريدها نتانياهو لتغطية فشله في غزة.
فهل ثمة رهان على «صحوة وطنية» تُنقذ البلاد والعباد، .. قبل وصول نيران غزة إلى لبنان؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى