سلايداتعربيات ودوليات

صحيفة The Hill: لا حل عسكري للحرب في غزة

حسب صحيفة “The Hill” الأميركية، “لم يترك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أي مجال للشك بشأن أهدافه، مشبهاً حماس بـ”داعش” وواعداً بمحاربتها “حتى ننتصر مهما طال الزمن”. إلا أن هذا التشبيه معيب إلى حد كبير، والأسوأ من ذلك أنه قاد الحكومة اليمينية في إسرائيل نحو مسار كارثي من التصعيد، حيث يعتمد قادتها على أوجه تشابه تاريخية خاطئة للدفاع عن تصرفاتهم في غزة. وبناء على الأحداث التاريخية، فإن إيجاد حل دائم للإرهاب والتمرد لا يمكن أن يكون سياسياً. فاستمرار الحرب لن يشكل فشلاً أخلاقياً فادحاً فحسب، بل سيكون أيضاً خطأ استراتيجياً فادحاً”. وتابعت الصحيفة، “في الحقيقة، ليس لدى حماس الكثير من القواسم المشتركة مع داعش. فالتنظيم أراد إقامة خلافة عالمية وشن حرباً مستمرة على أعدائه لهذه الغاية، في المقابل تسعى حماس إلى إقامة دولة فلسطينية، وهي على استعداد لتقديم تنازلات تكتيكية لتحقيق هذه الغاية. وبعد رفض طويل لحل الدولتين، أشار قادتها على مدى العقدين الماضيين إلى قبولهم بدولة فلسطينية داخل حدود عام 1967. وتظهر الهدنة القصيرة الأمد أن حماس، مثل معظم الجماعات المسلحة، سوف تتفاوض عندما يكون ذلك في مصلحتها. كما أن الرأي العام منقسم بشأن المجموعتين،

وأضافت الصحيفة، “إذاً، يتعين على إسرائيل أن تنظر إلى تجربة ثلاث جماعات مسلحة أخرى: الفيت كونغ، وطالبان، والجيش الجمهوري الأيرلندي المؤقت. ورغم أن حماس تختلف عن كل من هذه الجماعات، الأولى شيوعية، والثانية إسلامية، والثالثة جمهورية، فإنها تنظر إلى نفسها أيضاً باعتبارها حركة تحرير وطني تعارض الاحتلال الأجنبي.

كما أن المنطق الخاطئ المتمثل في القضاء على حماس على غرار داعش يعمي رؤية نتنياهو. فإذا كانت الحكومة الإسرائيلية عازمة حقاً على العثور على كل مقاتل من حماس وقتله، فسوف يكون لزاماً عليها أن تقتل كل فلسطيني في غزة في هذه العملية. وبالتالي فإن الدعوات المطالبة باستئصال حماس هي في أحسن الأحوال ساذجة، وفي أسوأها دعوة مفتوحة إلى أعمال عنف الإبادة الجماعية. من أجل التوصل إلى حل دائم، يتعين على السلطة الفلسطينية المعاد تشكيلها أن تجمع بين مجموعة متنوعة من التحالفات العريضة من اللاعبين السياسيين، بما في ذلك حماس. وعلى المدى الطويل، لا يمكن نزع سلاح الجماعات المسلحة إلا على طاولة المفاوضات”.

وختمت الصحيفة، “يتعين على القادة العسكريين في إسرائيل أن يفهموا أن حماس وتنظيم الدولة الإسلامية ليسا متشابهين. فبدلا من شن حملة ضد داعش، يتعين على إسرائيل أن تتعلم دروس حروب أميركا في فيتنام وأفغانستان. في الواقع، لم يؤد مقتل آلاف المدنيين إلى تغيير في الإستراتيجية الأميركية أو الإسرائيلية، عسى أن تتمكن المصلحة الوطنية من إحداث هذا التغيير”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى