سلايداتمقالات

معارك الجنوب تخفت وتحتدم: إرساء قواعد اشتباك جديدة

كتبت بولا أسطيح في “الشرق الأوسط”: 

بعد أكثر من أسبوع على تراجع غير مسبوق في حدة المواجهات العسكرية على جبهة الجنوب اللبناني، التي قرر «حزب الله» أن يتخذها منطلقاً لعمليات عسكرية دعماً لغزة، عادت هذه الجبهة في الساعات الماضية لتسخن من دون مقدمات، ولتتوسع عمليات إسرائيل لتشمل بعلبك والبقاع الغربي شرق البلاد.

وعادت حدة المواجهات بعيد إعلان «حزب الله» عن استخدام مسيرتين لاستهداف منصتين للقبة الحديدية في مستعمرة «كفار بلوم» الواقعة في الجليل الأعلى، فكان الرد الإسرائيلي باستهداف بعلبك، كما إحدى السيارات في منطقة البقاع الغربي، وهي تُستهدف للمرة الأولى منذ «طوفان الأقصى».

وبدا واضحاً أن طرفي الصراع؛ أي «حزب الله» وإسرائيل، اللذين التزما منذ حرب تموز 2006 بقواعد اشتباك معينة، باتا بعد اندلاع المواجهات الأخيرة بينهما يلتزمان بشكل غير معلن قواعد جديدة تقول إنه حين يستخدم الحزب مسيّرات أو يلجأ لعمليات نوعية، يتم استهداف منطقة بعلبك كما يتم توسيع رقعة المناطق اللبنانية المستهدفة.

وبعدما نعى «حزب الله» آخر عناصره في الثاني عشر من الشهر الحالي، عاد الأحد لينعى اثنين من عناصره مع عودة الزخم العسكري إلى الجبهة الجنوبية.

الوضع الميداني يتحكم بالجبهة
وبينما يرى كثيرون أن تراجع العمليات وتزخيمها مرتبطان بمسار التفاوض للوصول إلى هدنة في غزة، وكذلك بتفاهمات غير معلنة بين إسرائيل و«حزب الله» تتم عبر وسطاء، يرى آخرون أن إعطاء تل أبيب الأولوية لمسألة رفح واستبعاد احتمال تدخل واشنطن لمساعدتها في أي حرب موسعة على لبنان، في ظل الخلافات الكبيرة بين الإدارتين الإسرائيلية والأميركية، عوامل تؤدي إلى تراجع وتيرة العمليات العسكرية الإسرائيلية جنوباً، وأن هذه العمليات باتت في إطار رد الفعل على ما يقوم به الحزب.

وتشير مصادر «حزب الله» إلى أن «العمليات تخفت حيناً وتحتدم حيناً آخر حسب الأوضاع الميدانية»، نافية لـ«الشرق الأوسط» أن تكون هناك أي مستجدات أخرى تجعل الجبهة أكثر هدوءاً.

وتوضح مصادر مطلعة على جو الحزب لـ«الشرق الأوسط» أن «العمليات التي ينفذها (حزب الله) ضد المراكز العسكرية الإسرائيلية مستمرة وبالوتيرة نفسها»، لافتة إلى أن «ما يجب التوقف عنده هو امتناع إسرائيل لأكثر من 12 يوماً عن تعقب السيارات جنوب لبنان لاقتناص أهداف معينة، كما امتناعها عن القصف داخل القرى»، مضيفة: «هي قد تكون اقتنعت بأنها غير قادرة على جر الحزب إلى الحرب الموسعة كما جر واشنطن للقتال عنها في لبنان، أضف إلى ذلك أن (حزب الله) نجح في سدّ ثغرات كثيرة كانت تنفذ إسرائيل منها لإيقاع شهداء في صفوفه».

تجاوز مشروع الحرب المفتوحة
ويرى الناشط السياسي المعارض لـ«حزب الله» علي الأمين أن «تراجع حدة الاشتباكات وعمليات القصف على مناطق جنوب لبنان أحياناً لا يعكس مسار تهدئة أو هدنة، طالما أنه لا اتفاق بعد على تسوية بين الطرفين»، مرجحاً، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن تكون «صيغة المناوشات الحالية تمهد لعمليات إسرائيلية طويلة المدى، وبوتيرة تبقي الجبهة مفتوحة وخاضعة لتصعيد وتهدئة، إلى حين التوصل إلى تسوية يبدو أنها تحتاج إلى وقت أكثر».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى