في الوقت الذي أُنجزت فيه مسودة التجديد لقوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان، “اليونيفيل”، وبانتظار عقد جلسة لمجلس الأمن لبحث تطبيق القرار 1701، كان حزب الله يكرّس معادلة مختلفة كلياً عن كل هذه المضامين، من خلال نشره للجزء الثاني من فيديو “الهدهد”، والذي صورته طائرة مسيّرة تابعة للحزب داخل إسرائيل.
يحتوي الفيديو الجديد على مواقع إسرائيلية حساسة داخل الجولان السوري المحتل. وفي ذلك، رسالة مباشرة أراد الحزب إيصالها، مفادها أنه في مقابل الضغوط الإسرائيلية والدولية لسحبه من جنوب نهر الليطاني، فهو أظهر تمدداً وقدرة على الوصول إلى الجولان. وذلك يتناقض مع خطط إسرائيلية مزمنة، كانت تطالب الإيرانيين بالانسحاب من الجنوب السوري لمسافة تتراوح ما بين 40 و80 كلم.
الحل بعيد
نشر الحزب الفيديو يأتي في سياق الردّ على كل التهديدات الإسرائيلية المتواصلة، حول شن حرب عسكرية كبرى ضد لبنان. وردّ على كل الدعوات لانسحابه من جنوب نهر الليطاني، أو على التهديدات الإسرائيلية التي تطالب بخلق حزام أمني لإسرائيل في جنوب لبنان.
وسط هذه التطورات، وفي ظل استمرار المواجهات بين الحزب والإسرائيليين، التي أيضاً توسعت باتجاه سوريا، من خلال استهداف اسرائيل لسيارة على طريق بيروت دمشق، ما أدى إلى استشهاد شخصين من الحزب، تبدو الحلول السياسية حتى الآن بعيدة، وسط توقعات لدى حزب الله بمواصلة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عرقلة المفاوضات وتعطيلها وبالتالي الإستمرار في حرب استنزاف طويلة.
التجديد لليونيفيل
تزامناً، تكشفت مصادر ديبلوماسية أن مسودة التجديد لقوات الطوارئ الدولية في الجنوب قد أنجزت. وهي ستحال إلى الأمانة العامة للأمم المتحدة في الأيام المقبلة. علماً أنه تم تحديد موعد جلسة مناقشة القرار 1701 في 24 تموز، أي اليوم نفسه الذي سيكون فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الولايات المتحدة الأميركية، ويلقي خطابه أمام الكونغرس. وهو يسعى للحصول على دعم في سبيل توسيع أو تصعيد نطاق عملياته العسكرية ضد لبنان.
في هذا السياق، كان القائد العام لليونيفيل أرولودو لازارو يجول على المسؤولين، ولا سيما رئيس مجلس النواب نبيه برّي، رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وقائد الجيش جوزيف عون، لوضعهم في صورة التطورات في الجنوب، واستعراض الوضع على طول الخط الأزرق، وبحث التعاون بين الجيش والقوات الدولية، وتنفيذ القرار الدولي الرقم1701.
وتزامن ذلك مع زيارة أجرتها الى إسرائيل المنسّقة الخاصّة للأمم المتحدة في لبنان، جينين هينيس-بلاسخارت، حيث بحثت مع المسؤولين هناك في سبل خفض التصعيد والعودة إلى تطبيق القرار الدولي وتثبيت الهدوء.
بلاسخارت تواصلت منذ توليها منصبها بشكل مكثّف مع القيادات اللبنانية والأطراف المعنية لبحث سبل وقف التصعيد عبر الخط الأزرق. وتأتي زيارة المنسقة الأممية إلى إسرائيل تمهيداً لجلسة المشاورات المقرر أن يعقدها مجلس الأمن حول تنفيذ القرار 1701. وتقول المعطيات إن بلاسخارت ركزت في مناقشاتها مع المسؤولين الإسرائيليين على الحاجة لاستعادة الهدوء وافساح المجال لحلٍّ دبلوماسيٍّ، يمكن من خلاله للمدنيين النازحين من الجانبين العودة إلى ديارهم، بالإضافة إلى معالجة البنود العالقة في القرار 1701.
في هذا السياق، تشير المصادر الديبلوماسية إلى أن الصيغة التي اعتمدت في مسودة التجديد لليونيفيل، هي نفسها التي اعتمدت السنة الفائتة، ولم يتم حتى الآن التقدم بأي طلب من أي دولة لتعديل هذا النص أو لإحداث تغييرات في صلاحيات القوات الدولية أو توسيعها. ولكن المصادر تبدي تخوفها من أي يتم التقدم بطلب للتعديل في فترة لاحقة، ما قد يؤثر سلباً على مسار الجلسة ويؤدي إلى تأخير القرار أو تصعيب اتخاذه.