سلايداتمقالات

انسحاب بايدن من السباق الرئاسي أفرغ زيارة رئيس وزراء إسرائيل لواشنطن من محتواها

كتب حسين زلغوط في اللواء:

تتجه الأنظار الى الخطاب الذي سيلقيه رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو اليوم أمام الكونغرس الأميركي، وكذلك الى اللقاء المرتقب مع الرئيس الأميركي جو بايدن يوم غد الخميس في البيت الأبيض، لسبب ان هذا الخطاب واللقاء يأتيان في خضم الحرب على غزة واشتعال الجبهة مع لبنان والمخاوف من إمكانية أن تتدحرج المواجهات بين إسرائيل و«حزب الله» الى حرب إقليمية وربما أكثر.
ومما لا شك فيه أن زيارة نتنياهو الى واشنطن باتت من مختلف جوانبها فارغة من مضمونها بسبب انسحاب الرئيس جو بايدن من السباق الرئاسي، الذي قد يلجأ وفق بعض المتابعين الى ممارسة المزيد من الضغوطات على نتنياهو بغية إلزامه بإبداء المزيد من المرونة لقبول صفقة التبادل مع حركة «حماس» ووقف إطلاق النار في غزة.
وفي مواجهة ما يتوقعه نتنياهو سيحاول لقاء الرئيس السابق دونالد ترامب، الذي ينظر إليه وفق المعلومات على أنه خاسر بالحرب، وهو كان أبلغ بعض المقرّبين أو المساعدين في حملته الانتخابية انه يفضّل إنهاء الحرب قبل عودته إلى البيت الأبيض، وهذا ما لا يريح نتنياهو الذي سيسعى لكسب ودّه، بعد ان كان ترامب قد أبدى امتعاضه منه عندما سارع الى الاتصال ببايدن لتهنئته بالفوز عليه في الانتخابات الرئاسية.

كما هو معلوم أو معلن فان نتنياهو سيحاول الحصول من الولايات المتحدة على أسلحة نوعية تمكّنه من مواجهة «حزب الله» في حال اتسعت رقعة المواجهات، وتمكّنه أيضا من القضاء على «حماس» وفق اعتقاده.
وإذا كان يتوجب انتظار الخطاب واللقاء في البيت الأبيض للحكم على نتائج زيارة نتنياهو، غير انه من المؤكد بأنها لن تحقق كل الأهداف التي يسعى نتنياهو الى تحقيقها ، ولا سيما أن هناك الكثيرين من المحللين الأميركيين وحتى الإسرائيليين أجمعوا على ان زيارة نتنياهو في ظل الوضع السياسي الموجود حاليا في أميركا أصبحت لزوم ما لا يلزم وهي لن تحقق الغاية المرجوة منها، لا بل ان رئيس الحكومة الإسرائيلية ربما يلعن الساعة التي ذهب فيها الى واشنطن في هذا التوقيت.
وأفضل تشخيص لزيارة نتنياهو هو ما قاله المراسل السياسي لصحيفة «يديعوت أحرونوت»، إيتمار آيخنر، بأن «الزلزال الذي سببه الرئيس الأميركي بانسحابه من السباق الانتخابي»، يجعل زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي للولايات المتحدة هامشية وذات تداعيات سلبية.
وأوضح أن انسحاب بايدن يجعل رحلة نتنياهو غير ضرورية، لأن رئيس الوزراء الإسرائيلي لن يثير اهتمام أحد في واشنطن، كما أن الاهتمام بخطابه في الكونغرس سينخفض ​​بشكل كبير، وكان الأجدر به إلغاء الزيارة التي قد يكون لها نتائج عكسية.
أما على المستوى اللبناني فقد استبق «حزب الله» ما يمكن أن ينتج عن زيارة نتنياهو الى الولايات المتحدة حيث أكد على لسان رئيس كتلته النيابية محمد رعد «أن واقع العدو الإسرائيلي الآن أصبح مهترئا من داخله ولا يقوى على الوقوف ولو زوّد بأحدث أنواع الأسلحة لن يستطيع أن يغيّر المعادلة فالشلل يأكله من داخله والعفن يصيبه من رأسه حتى أخمص قدميه». هذا الكلام يشير بشكل واضح الى ان المقاومة لا تعير أي اهتمام للزيارة، لا بل انها مستعدة لمواجهة أي مستجد، مع علمها المسبق ان الجيش الإسرائيلي المنهك لن يكون قادرا على خوض حرب غير تلك التي يشنّها على غزة.
وفي هذا السياق ترى أوساط متابعة انه في حال أفلت رئيس حكومة إسرائيل من الضغوط الأميركية وفكّر بإعطاء الأوامر للجيش الإسرائيلي لفتح جبهة الجنوب على نطاق واسع، فان «طوفان أقسى» سيكون بانتظار نتنياهو وجنوده، وهذه الحقيقة يدركها قادة العدو العسكريين وهم دائما وعلى الرغم من تهويلهم وتهديداتهم ينصحون الحكومة بعدم أخذ مثل هكذا قرار لأنه ووفق تقديراتهم ستكون نتائجها وخيمة على إسرائيل ليس في الشمال وحسب وإنما في العمق الإسرائيلي أيضاً، ولا سيما أن هدف جرّ الجميع الى الحرب من بوابة الجنوب باتت يستحيل تحقيقه وخصوصا ان الولايات المتحدة التي لطالما رفضت هكذا مغامرة، ستكون اليوم أكثر تصلّبا في الرأي وهي المنشغلة بوضعها الداخلي الذي يمنع عليها المشاركة بأي خطوة الهدف منها مراعاة وضع نتنياهو الذي يعيش وضعا مأزوماً نتيجة اخفاقاته في غزة، والجنوب اللبناني، إضافة الى التبعثر الحاصل على كافة المستويات في الداخل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى