سلايداتمقالات

من حضن ترامب إلى أحضان هاريس

كتب جوني منير في الجمهورية:

إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن إنسحابه من السباق الرئاسي في سابقة تاريخية، أعاد خلط الأوراق مجدداً، بعدما كان مال بقوة لمصلحة غريمه الجمهوري دونالد ترامب، إثر محاولة الإغتيال التي تعرّض لها الاخير ولا تزال دوافعها الحقيقية غامضة.

فبعد طول تردّد، إنصاع بايدن للضغوط الكبيرة التي طوّقته وحاصرته ودفعته في نهاية المطاف الى القرار المرّ. وهو ما عزز أوهام البعض بأنّ الدولة العميقة التي لا تحبذ عودة ترامب الى البيت الأبيض بسبب برنامج حكمه المتفهم لروسيا والمعادي لتعزيز حلف «الناتو»، إنما تتمسك باستبدال ترشيح بايدن بمرشح آخر، كون الترجيحات تمنح ترامب تفوقاً واضحاً على بايدن. 

لكن عناد بايدن والذي استهلك الكثير من الوقت قبل أن يقرر إنسحابه، جعل من نائبته كامالا هاريس الخيار البديل الوحيد المتاح. ذلك أن القفز فوق ترشيحها سيؤدي الى ردة فعل عكسية لدى شريحة السود وكذلك الشرائح المتنوعة ذات الأصول الأميركية الجنوبية على وجه الخصوص، ما يعني منح ترامب بطاقة الفوز باكرا.

فثمة جدال صاخب شهدته أروقة الحزب الديمقراطي حول اختيار البديل خلال الفترة التي سبقت إعلان بايدن إنسحابه. فالذين عارضوا تسمية هاريس كانوا يقولون بأن لنائبة الرئيس عائقين أساسيين: الأول أن بشرتها داكنة اللون وتعتبر سوداء، وبالتالي لا يجب تكرار تجربة باراك أوباما بعد أقل من ثماني سنوات فقط، كون تجربة أوباما هي التي فتحت الباب أمام وصول ترامب الشعبوي. وأن تكرار هذه التجربة سيرفع من منسوب الشعبوية خصوصا في الأرياف والمناطق الداخلية.

 

والعائق الثاني أن مناطق الداخل الأميركي والأرياف والتي تمثل الخزان البشري لترامب كانت رفضت في السابق وصول إمرأة هي هيلاري كلينتون. ما يعني أنه مع ترشيح هاريس سيكون اختراق معاقل نفوذ ترامب صعبا ما سيعطيه أفضلية وفرصة أكبر للإنقضاض على المدن الكبرى التي تعتبر معاقل الحزب الديمقراطي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى