
بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، وجه مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان رسالة إلى اللبنانيين، دعا فيها إلى التزام قيم الصوم والتوبة والعمل الصالح، معتبراً أن هذا الشهر هو شهر العبادة والطاعات، وكذلك شهر التأمل والتضامن مع الآخرين.
وأشار مفتي الجمهورية إلى أن الصوم فريضة فرضها الله على المسلمين كما فرضها على الأمم السابقة، وهو عبادة تؤكد تقوى الله وتعزز الفضائل الأخلاقية والإنسانية في المجتمع. وقال: “شهر رمضان ليس فقط شهر الصيام، بل هو أيضاً شهر نزول القرآن، وهو فرصة للتقرب إلى الله وشكر نعمه”.
وفي سياق حديثه عن الأوضاع في لبنان والمنطقة، أشار المفتي دريان إلى أن رمضان هذا العام يحمل في طياته رسائل متعددة، خاصة في ظل الأزمات التي تمر بها البلاد العربية من محن في سوريا وفلسطين والعراق، مؤكداً على أهمية الصبر والوحدة في مواجهة التحديات. كما أعرب عن أمله في أن تشهد المنطقة استقراراً أكبر، وأن تتمكن فلسطين من تحقيق حلمها في إقامة دولة مستقلة بفضل صبر شعبها وكفاحه.
وفيما يخص الوضع الداخلي في لبنان، أكد المفتي دريان أن لبنان يشهد بداية جديدة بعد انتخاب رئيس الجمهورية وتشكيل الحكومة، مشيراً إلى أن البلاد على أبواب مرحلة جديدة من الاستقرار والإصلاح، داعياً إلى ضرورة المحافظة على القيم الدينية والأخلاقية التي نص عليها الدستور اللبناني.
كما شدد المفتي على أهمية التضامن الاجتماعي خلال شهر رمضان، مشيراً إلى ضرورة دعم الأسر المحتاجة، مشيداً بدور مؤسسات الزكاة والمجتمع المدني في تقديم الدعم للفقراء والمحتاجين. وأضاف أن الجود ليس فقط بالمال، بل أيضاً في العمل الخيري والمبادرات الاجتماعية التي تساهم في تعزيز السلام الاجتماعي.
وفي الختام، دعا مفتي الجمهورية اللبنانية اللبنانيين إلى الالتزام بالتضامن الوطني والعمل على بناء دولة تعيش في أمن واستقرار، مؤكداً أن رمضان هو فرصة لتجديد العهد مع الله والوطن، وأن “الجود بالأيدي في رمضان يكون أيضاً بجود الوجوه والقلوب”.