إستقبل رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وفدا من “حزب الكتائب اللبنانية” في السراي الحكومي. ضم الوفد النائبين نديم الجميل والياس حنكش والوزيرين السابقين إيلي ماروني والان حكيم.
بعد الاجتماع قال حنكش: “نقلنا تحيات رئيس الحزب الى الرئيس ميقاتي، واطلعناه على ما قاله أمس النائب سامي الجميّل من أنه علينا الاهتمام اولاً ببعضنا البعض وبالمأساة التي يمر بها البلد، وبأنه على الدولة مسؤولية الاهتمام بالنازحين وبالإيواء وبالأزمة. ممنوع اليوم أن يشعر أحد من اللبنانيين بأنه مكسور، فهناك مرجعية واحدة وهي الدولة اللبنانية، وعلينا ان نفكر جميعاً كيف يمكن ان نعود إلى الدولة اللبنانية، لا يمكن ان نسير بعد اليوم على طريقة الترقيع، بل علينا ان نبني دولة حقيقية على أسس جديدة، وكل هذا الأمر أساسه يكون بوقف إطلاق النار الفوري، لان اللبناني لم يعد في إستطاعته تحمل المزيد، كما ان البلد لم يعد يحتمل كذلك، وفي كل ليلة نرى الإجرام الذي يجري من دون سقف وحدود”.
وأضاف: “يجب أن يكون هناك وقف لإطلاق النار، وان تنتظم الحياة السياسية في لبنان، وان يكون نهوض لبنان على أسس جديدة. هذا هو الأساس وهو ما سنعمل عليه مع كل الافرقاء في المعارضة ومع الافرقاء الآخرين وعلينا أن نرى اليوم المرحلة التي نمر بها ونقرأها جيدا وتكون لدينا جميعاً ثابتة واحدة وهي ان تكون الدولة اللبنانية دولة مؤسسات وقانون”.
وردا على سؤال عن موضوع عدم ربط حرب غزه بلبنان قال: “هذا امر أساسي والبيان الذي صدر امس الأول في عين التينة لم يذكر أي شيء عن الحرب الدائرة في غزة. فصل المسارين هو أمر أساسي، وقد عايننا انه عندما لا يكون لبنان في موقع حيادي ماذا يحل به. على المسؤولين فرض وقف إطلاق النار بأسرع وقت ممكن رأفة باللبنانيين ولعدم جر لبنان إلى المزيد من الدمار”.
سئل: هل تطرقتم مع الرئيس ميقاتي إلى موضوع الاستحقاق الرئاسي؟
أجاب: “طبعاً فالاستحقاق الرئاسي اهم استحقاق بالنسبة البنا، لما يمثله من انتظام في الحياة الديموقراطية والحجر الاساسي لبناء لبنان جديد، ولكن علينا قراءة ما يحصل والعبور إلى الدولة”.
واستقبل رئيس الحكومة النائب جهاد الصمد الذي قال بعد اللقاء: “تباحثنا في الأوضاع الذي يعيشها البلد في ظل الحرب الإسرائيلية المفتوحة والوضع الصعب والخطير الذي تعيشه البلاد، وركزت على نقاط محددة ومن ضمنها موضوع استقبال النازحين من الجنوب والبقاع وبيروت والضاحية الجنوبية في منطقة الضنية، الواقع الذي نعيشه يتطلب من الجميع التعاون وتضافر كل الجهود لمواكبة هذه الحرب القاسية التي تشن على لبنان، وهذا العدوان الغاشم التي تقوم به إسرائيل على لبنان. ابلغت دولته انه اصبح لدينا في منطقة الضنية حتى يوم امس 10 آلاف نازح موزعين كالآتي: ألف نازح في مراكز الإيواء وتسعة الاف نازح يقيمون في شقق معظمها تم تقديمها لاستقبال الوافدين.
أما بالنسبة الى المنظمات الدولية والإنسانية من صليب أحمر وكاريتاس وغيرها، فهم يقولون أنهم لا يقدمون مساعدات إلى النازحين المقيمين في مراكز الإيواء، فهذا الأمر يُنتج واقعا صعبا جداً، لذلك إذا لم يتأمن ما يلزم لهؤلاء الوافدين الذين يقيمون في شقق معظمها لا يحتوي على فرش وامور أساسية، فأننا مقبلون على واقع صعب جدا خصوصا أننا على مشارف فصل الشتاء. كما ان هناك عددا من العائلات المضيفة قدرتها ضئيلة على استقبال هؤلاء النازحين لفترة طويلة، مما يشكل عبئا كبيراً، لذلك اكدنا لدولة الرئيس ضرورة معالجة هذا الموضوع لأنه لا يجوز استمرار حصر المساعدات في مراكز الإيواء فقط، علما ان هناك عددا من العائلات قد لا تكون بحاجة الى مساعدات، لكن نسبة هؤلاء الأشخاص ضئيلة. لذلك اكدنا ضرورة معالجة هذا الموضوع مع المعنيين وعلى أهمية ان تمر المساعدات عبر أجهزة الدولة اللبنانية من الوزارات المعنية بما فيها الهيئة العليا للإغاثة وهيئة الكوارث بالتنسيق مع القائمقامين ورؤساء البلديات والمخاتير، وبهذه الطريقة يمكن ان نضمن وصول المساعدات الى النازحين الذين هم بحاجة إليها”.
وأضاف: “هناك بعض الأفكار التي تساعد النازحين ومن بينها العمل لقيام مطابخ مركزية في المناطق لتأمين وجبات الطعام لهم وهذا يساعد على التأكد من سلامة هذه الوجبات، كما تمنيت على دولة الرئيس ان تكون هناك نقاط ثابتة للجيش في هذه الظروف خصوصاً في مناطق قريبة من مراكز الإيواء التي تضم أعدادا كبيرة من النازحين. كما أبلغت دولته إن مفوضية اللاجئين تراجع القائمقامين في الأقضية من اجل تخصيص عشرة في المئة في مراكز الإيواء لاستقبال النازحين السوريين، وهذا الأمر مخالف لتوجهات السلطة اللبنانية، وتشير المعلومات الى ان هناك 260 ألف سوري حتى الأمس عادوا الى بلادهم، وقد أبلغني الرئيس ميقاتي ان وزارة الشؤون الاجتماعية مكلفة بهذا الموضوع بالتنسيق مع المفوضية لتأمين مراكز إيواء خاصة بهم خارج مراكز الإيواء المفتوحة حاليا لاستقبال النازحين من المناطق اللبنانية”.
وردا على سؤال قال: “أثرت مع دولته بأن هناك لبنانيين في دول الاغتراب على استعداد لارسال مساعدات وخصوصا ان الحكومة اللبنانية أعفت الهبات من الرسوم الجمركية، ولكن لدى طيران الشرق الأوسط قرارات بنقل معدات مساعدات طبية وأدوية مخصصة لوزارة الصحة فقط، ويجب معالجة هذا الامر، وخصوصا أن اغلب طائرات طيران الشرق الأوسط تعود إلى لبنان فارغة. فإذا كان هناك تبرعات وهبات ومساعدات عينية من ثياب وبطانيات وغيرها، فعلى شركة “طيران الشرق الأوسط” نقلها مجانا لتأمين احتياجات الناس، وخصوصا أن المتوقع بأن هذه الحرب ستكون طويلة وقاسية، ونحن مقبلون على فصل الشتاء، وصمود الناس، وتأمين الحد الادنى من الحياة الكريمة لهم هي مسؤوليتنا جميعا، ولا سيما ان الناس هجرت من بيوتها، وكل ذلك في سبيل احترام لبنان، وشعبه وسيادته وارضه”.
وعن رأيه في المسار الديبلوماسي قال: “في ظل التعنت الإسرائيلي منذ 7 تشرين الأول الماضي، أي منذ نحو سنة، فإن المناورات الأميركية الإسرائيلية واضحة، وهما لا يريدان تحقيق اي حل ديبلوماسي لهذا الواقع، وكل ما يحصل مناورات بين أميركا واسرائيل، والحرب في اعتقادي أطول مما نتصوّر”.
وأشار ردا على سؤال بأن “الحل الذي كان على قاب قوسين من الوصول إليه في الأمم المتحدة والذي انقلبت عليه إسرائيل واميركا في آخر لحظة كان يؤمن وقف إطلاق النار في سبيل الوصول إلى تطبيق القرار1701 على الطرفين، فلا يتوجب على لبنان تطبيق هذا القرار فقط بل على العدو إلاسرائيلي أيضا تطبيقه، وكلنا نعرف حجم الاختراقات التي تقوم بها إسرائيل لهذا القرار، والمعتدى عليه دائما كانت الدولة اللبنانية” .
واستقبل رئيس الحكومة النائب وائل أبو فاعور.