كتب فرزاد قاسمي في “الجريدة” الكويتية:
كشف مصدر في «فيلق القدس» التابع للحرس الثوري الإيراني، لـ «الجريدة»، أنه تم تعيين محمد رضا فلاح زادة مساعد قائد الفيلق «مشرفاً» على «حزب الله»، ريثما يتم تعيين الأمين العام الجديد للحزب بعد اغتيال أمينه العام السيد حسن نصرالله بغارة إسرائيلية في 27 أيلول الماضي.
ووفق المصدر، فإن القرار جاء بأمر من المرشد الأعلى علي خامنئي، نظراً لأن «حزب الله» يتخوف من أن تغتال إسرائيل أي أمين عام جديد له، في وقت يمتنع الحزب عن كشف مصير رئيس مجلسه التنفيذي هاشم صفي الدين، الذي كان المرشح الأبرز لخلافة نصرالله، والذي يعد الأقرب من طهران، وخصوصاً من الحرس الثوري.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال أخيراً، إن إسرائيل «نجحت في قتل نصرالله وخليفته وخليفة خليفته»، من دون الإشارة إلى مَن يقصد.
وفرض «حزب الله» تعتيماً على مصير قياداته الرفيعة بعد استشهاد نصرالله، خصوصاً أولئك الذين استُهدفوا في الغارة على صفي الدين، والتي تردد أنها أصابت اجتماعاً مخصصاً للتنسيق حول اختيار الأمين العام الجديد للحزب.
وأشار المصدر إلى أن فلاح زادة، الذي كان ظلاً لقائد قوات فيلق القدس السابق قاسم سليماني، والذي يملك تجربة واسعة في إدارة الحروب والمعارك الميدانية، سيشرف على الحزب موقتاً، ولن يتطلب تعيينه أي إجراءات تنظيمية داخل الحزب، ولن يترتب عليه أي تغيير في بنية الحزب السياسية. وأكد أن القرار السياسي للحزب سيبقى في يد «قادته اللبنانيين»، الذين سيبقون في مناصبهم ويتواصلون مع القوى اللبنانية الأخرى ومع السلطات اللبنانية، موضحاً أن مهمة فلاح زادة تكمن فقط في المساعدة بإدارة الحرب الحالية مع إسرائيل، وتأمين الاتصال والدعم اللوجستي للحزب.
وكانت «الجريدة»، كشفت أن فلاح زادة نجا من الغارة الإسرائيلية التي اغتالت القيادي الكبير في «حزب الله» إبراهيم عقيل وقادة «وحدة الرضوان» في الضاحية الجنوبية لبيروت الشهر الماضي.
ووفق المصدر، فإنه خلال حرب عام 2006، توجه قاسم سليماني، الذي اغتيل في 2020، إلى لبنان واستقر هناك بأمر من خامنئي طوال فترة الحرب التي استمرت 33 يوماً، للمساعدة في إدارة المعارك ونفس المهمة أوكلت إليه حينها. وأوضح أنه على الرغم من كل العمليات العسكرية الإسرائيلية فإن طرق الإمداد لـ «حزب الله» لا تزال «سالكة على مصراعيها»، وقادة «الحرس الثوري» و«حزب الله» يتنقلون عبر أنفاق وطرق مواصلات مخفية تحت الأرض.
وفي كلمته الثانية منذ اغتيال نصرالله، قال نائب الأمين العام للحزب نعيم قاسم الثلاثاء الماضي، إن الحزب سيعيّن أميناً عاماً «في أقرب فرصة»، لكن قبلها بأيام قليلة وفي أول تصريحات تفصيلية من قيادي في الحزب، قال عضو مجلسه السياسي محمود قماطي لـ «رويترز»، إنّ شؤون الحزب الداخلية تُدار بشكل مشترك، وإنّ اختيار الأمين العام سيستغرق بعض الوقت، مؤكداً أن إسرائيل لا تترك فرصة للحزب لإجراء تبديلات تغييرية أو تنظيمات، لذا فإنّ القيادة الجماعية هي الحل الأنسب حالياً.