سلايدات

لن ننسى ولن نغفر!!!

 

كتب مصطفى شهاب :

عَرَّتْ عملية تبادل الأسرى بين المقاومة الفلسطينية وعصابة الكيان الصهيوني الطبيعة العنصرية لهذا الكيان؛ ليس أمامنا كفلسطينيين وعرب ومسلمين، وأصدقائنا من المتعاطفين مع الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة من شرفاء العالم؛ إذ كلنا يعرف هذه الحقيقة. بل أمام أصدقاء هذا الكيان ومواطني دويلته المارقة. ولعل هذا بالتحديد ما أفقد القادة (الإسرائيليين)، ومعهم مغرور واشنطن صوابهم، بعد أن أدرك الجميع البون الشاسع بين أخلاقيات المقاومة الفلسطينية التي يطلقون عليها (جماعات إرهابية)، وانحطاط أخلاقيات الطرف الصهيوني الذي من المفترض أن عليه أن يتصرف كدولة تلتزم بالأعراف والمواثيق الدولية.
وواقع الأمر أن هذا تأكد أسبوعا تلو أسبوع في كل يوم سبت تمت فيه عملية التبادل؛ إذ شتان بين المعاملة الإنسانية التي حظي بها الأسرى (الإسرائيليون) الذين يتم الإفراج عنهم، والطريقة المنظمة لعملية الإطلاق التي تنفذها المقاومة الفلسطينية بقيادة حركتي حماس والجهاد الإسلامي، والتي كان آخرها عملية التسليم التي تمت في خان يونس يوم أمس السبت، والتي سمحت فيها الحركتان للأسرى الثلاثة الذين أخلي سبيلهم بالتحدث على الهواء مباشرة وباللغة العبرية، وهو ما يعكس مدى الثقة بالنفس لدى الطرف الفلسطيني في الوقت الذي تهاجم سلطات الاحتلال الصهيوني منازل الأسرى المحررين من الفلسطينيين لتمنع أهاليهم من الاحتفال بعودتهم رغم مضي أكثر من عشرين عاما من التغييب في سجون هذا الكيان صحبة التعذيب والتجويع والضرب والإهانة، ومحاولات مسخ الإنسانية التي تعاقب عليها كل الأعراف والمواثيق والقوانين السماوية والوضعية. الأسرى من (الإسرائيليين) يخرجون من مكان اعتقالهم لدى المقاومة الفلسطينية وهم يشكرون سجانيهم على حسن المعاملة، وما لقوه من رعاية واهتمام بهم برغم الحرب الهمجية التي تعرض لها مستضيفيهم من دويلة هؤلاء الأسرى، والتي أودت بحياة عدد منهم بسبب الغارات، وأحيانا بسبب استهدافهم مباشرة من قبل القوات المهاجمة، وأما الأسرى الفلسطينيون فيخرجون في حال لا تحتاج إلى شرح؛ يرثى لها، بل ويندى لها جبين الإنسانية، عدى جبين دولة الكيان التي تجاوزت صفاقة قادتها كل ما يمكن أن يندى له جبين.
على أن اللافت في عملية تسليم الأمس هو إقدام سفاحي دولة الكيان على إلباس الأسرى المحررين قمصانا طبع على ظهرها علم دولتهم المارقة، وعبارة لن ننسى ولن نغفر. وهو ما يشير إلى الحقد الذي اصابهم فأعمى بصيرتهم؛ حيث أن العقل عندما يتملكه الحقد يعمي بصيرته، فلم يجد جلادي دولة الكيان لمحاولة مجاراة الأداء المتفوق الذي تنفذ به المقاومة عمليات إطلاق سراح ما لديها من أسرى الاحتلال إلّا استخدام عبارة (لن نغفر ولن ننسى)، وهي عبارة فلسطينية بامتياز؛ استخدمها الفلسطينيون منذ عهد النكبة إلى اليوم؛ فهل ستسرقون مفرداتنا كما سرقتم أرضنا. لا باس؛ فبقاؤكم لن يطول، وهو في عمر التاريخ مجرد حكاية، سيتندر بها أطفالنا عندما يكبرون، وهم يحتسون الشاي ليلا على شواطئ يافا وحيفا، وفي تلال صفد والناصرة والكرمل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى