
ورغمَ تأكيد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أمس، عقب عودته من الأردن أخيراً، أن “لبنان حصل على ضمانات أميركية لخفض التصعيد الإسرائيلي في بيروت وضاحيتها الجنوبية”، إلا أن ذلك لم يُطمئن أحداً، وأوضحت المصادر أن “ما قصده ميقاتي هو أن الأميركيين طمأنوا لبنان إلى هذا الأمر، وكان المقصود أن إسرائيل لن تستهدف مدنيين، لكنها لم تقل إنها ستوقِف الاستهدافات”، مشيرة إلى أن “هذا الكلام الأميركي سمعناه قبيل العدوان الذي حصل على منطقة النويري والبسطة وهذا ما يؤكد أن الإسرائيلي يفعل غير ما ينقله الأميركي، وبالتالي لا يُمكن أن نطمئن”.
وفي هذا الصدد، اعتبرت مصادر ديبلوماسية لصحيفة “الأخبار” أن “لأميركا مصالح حيوية في لبنان وهي تنظر إليه بشكل مختلف عن غزة، وتعتبر أن هناك خطوطاً حمراً لا يُمكن تجاوزها، فضلاً عن أن لبنان وتحديداً بيروت، ليست غزة، وفيها قوى متعددة ولا يسيطر عليها حزب الله، وبالتالي تعتبر أميركا أن هناك أوراقاً لا تريد أن تخسرها، ولا تريد إنهاك المؤسسة العسكرية التي استثمرت فيها طويلاً، لأن الخراب الداخلي والفوضى المطلقة ستكون لهما تداعيات مأسوية على وضع الجيش”.
وأفادت مصادر في مطار بيروت الدولي بأن رحلات إجلاء الرعايا الأجانب ستُعلق لمدة يومين كحد أدنى. إلا أن التعليق لن يشمل حركة الذهاب من المطار لطيران الشرق الأوسط. وربطت المصادر قرار تعليق الدول الغربية لرحلات الإجلاء باحتمال شن إسرائيل عدواناً وشيكاً على إيران، ما قد يصعّد الوضع الأمني في المنطقة، علماً أن هناك ثمانية خطوط طيران تتحرك من لبنان باتجاه أوروبا وأميركا قد تكون في مرمى الصواريخ في حال تطورت المواجهة.