كتب داود رمال في “الأنباء” الكويتية:
كشف مصدر لبناني، شارك في احد اجتماعات الموفد الأميركي آموس هوكستين مع مسؤولين لبنانيين لـ«الأنباء»، أن «هوكستين تقاطع مع المسؤولين الذين التقاهم على وجوب الضغط لتهدئة الوضع جنوب لبنان».
وأضاف المصدر «ركز هوكستين على ضرورة الوصول إلى مرحلة يصبح فيها الحفاظ على الهدوء في جنوب لبنان ومنع أي تصعيد مسؤولية جماعية، لأنه ثبت بما لا يقبل مجالا للشك، أن أي مواجهة عسكرية شاملة على هذه الجبهة ستؤدي إلى تداعيات خطيرة على المنطقة برمتها».
وتابع المصدر «حث هوكستين المسؤولين اللبنانيين والأمميين، على تأكيد مواصلة التعاون الكامل مع قوات الطوارئ الدولية المؤقتة (اليونيفيل)، من أجل أن يبقى لها الدور المركزي في تجنّب أي حوادث لاحقا، بعد التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار منعا لأي تصعيد جديد».
وأوضح المصدر «أن هوكستين انطلق للمرة الاولى من مبدأ التوازن في المسؤوليات، لجهة أن القرار الدولي 1701 الذي صدر في أعقاب حرب 2006 بين إسرائيل وحزب الله، ينص على وقف الأعمال العدائية وتعزيز سيادة لبنان بالتنسيق مع قوات «اليونيفيل». إلا أن الواقع على الأرض أظهر أن هناك خروقات متكررة من الجانبين، ما يستدعي التفكير في آليات جديدة أكثر فعالية لتنفيذه. من هذا المنطلق يمكن اعتبار زيارة هوكشتاين بأنها كانت فرصة لإعادة التأكيد على أهمية هذا القرار ومحاولة الدفع نحو اتفاق حول آليات تضمن تطبيقه بشكل أفضل، بما في ذلك تعزيز التنسيق بين الجيش اللبناني واليونيفيل».
وقال المصدر «التحديات أمام وقف إطلاق النار كبيرة على رغم الجهود المبذولة في هذا الاتجاه وآخرها زيارة هوكستين. إلا أن الوضع المعقد في المنطقة وخصوصا على جبهة لبنان، يشكل عقبة كبيرة أمام التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار».
ولفت المصدر إلى أن «رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لم يظهر تجاوبا مع الطروحات الديبلوماسية. ولاتزال إسرائيل ماضية في حملتها العسكرية ضد لبنان وقطاع غزة، ويتذرع نتنياهو بمواجهة ضغوط داخلية كبيرة للبقاء على موقف صارم، وهذا يعقد المسعى الأميركي والدولي للتهدئة، سواء في غزة أو على الجبهة اللبنانية».
واعتبر المصدر أن «زيارة هوكستين إلى لبنان تعكس التزام واشنطن بالعمل على استقرار المنطقة ومنع تصاعد الصراع، لكن التحديات الكبيرة خصوصا مع تصلب موقف نتنياهو وعدم تجاوبه مع الدعوات لوقف إطلاق النار، ما يضع العراقيل أمام أي تقدم فعلي».
ورأى المصدر أن «تنفيذ القرار 1701 قد يكون ممكنا إذا توافرت الإرادة السياسية من جميع الأطراف. لكن يبقى النجاح مرتبطا بالتطورات الميدانية في كل من لبنان وغزة، بعدما ربط نتنياهو بين الجبهتين، في حين كان المطلب ان يتم الفصل بين غزة ولبنان».