جاء في “الشرق الأوسط”:
من المتوقّع أن يبدأ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب العمل فور توليه منصبه على سن تغييرات كبرى في مجالات الهجرة والطاقة والسياسة الخارجية.
وأشار ترامب، في أواخر العام الماضي، إلى أنه لن يكون ديكتاتوراً “باستثناء اليوم الأول”، في إشارة إلى أنه ينوي استخدام السلطة التنفيذية بقوة لتنفيذ التغييرات على سياسة الهجرة وسياسة الطاقة على وجه الخصوص.
كما قال ترامب إنه سيتحرك بسرعة لإلغاء الحماية للمتحولين جنسياً، وإنه سيطرد الرجل الذي يقيم قضية جنائية ضده.
وفيما يلي نظرة على ما قال ترامب إنه سيفعله “في اليوم الأول” وفق تقرير لصحيفة “ذا هيل”:
الهجرة
من المرجح أن يركز جزء كبير من أجندة ترامب في اليوم الأول على القضاء على الهجرة.
وقال مستشار الحملة البارز جيسون ميلر، في برنامج “توداي” على قناة “إن بي سي”: “كل سياسات الحدود الآمنة التي وضعناها مع الرئيس ترامب، يمكنه ببساطة قلب المفتاح وإعادتها إلى مكانها كما كانت من قبل. لم تكن بحاجة إلى قانون من الكونغرس”.
وفي كل تجمع انتخابي تقريباً خلال هذه الدورة، تضمنت تصريحات الرئيس السابق المعدة سلفاً السطر التالي: “في اليوم الأول، سأطلق أكبر برنامج ترحيل في التاريخ الأميركي”.
إن تنفيذ عملية ترحيل ضخمة كهذه، قال ترامب إنها ستستهدف أولئك الموجودين في البلاد بشكل غير قانوني خصوصاً أولئك الذين لديهم سجلات إجرامية، سيكون بمثابة رفع لوجيستي هائل. وقال إنه سيعتمد على أقسام الشرطة المحلية للمساعدة، لكن الجهد سيتطلب تنسيقاً مكثفاً مع الوكالات الفيدرالية ومن المرجح أن يواجه مقاومة من بعض السلطات القضائية المحلية.
تدابير الطاقة والمناخ
تعهد ترامب في اليوم الأول بـ”الحفر، يا حبيبي، الحفر”، وهو شعار حملة غامض يشير إلى أنه سيسعى إلى زيادة إنتاج النفط من مستويات قياسية بالفعل. كما حدد خطوات أكثر تحديداً سيتخذها لعكس اللوائح البيئية في عهد بايدن.
وعلى موقع حملته على الإنترنت، أدرج ترمب تعهداً “بالتراجع عن كل سياسات بايدن التي تقسو على عمال السيارات الأميركيين” في اليوم الأول.
وأشار ترامب مراراً وتكراراً إلى أنه سيسعى إلى التراجع عن اللوائح التي تتطلب من شركات صناعة السيارات تلبية معايير انبعاثات معينة تحفز زيادة إنتاج المركبات الكهربائية.
وقال ترامب في آب إنه سيلغي قاعدة إدارة بايدن التي تشن حملة صارمة على الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري وغيرها من التلوث من محطات الطاقة. خلال فترة وجوده في البيت الأبيض، أصدر ترامب قواعد أقل صرامة بشكل كبير لمحطات الطاقة.
وفي تجمع حاشد في نيوجيرسي في وقت سابق من هذا العام، أخبر ترامب الحشد أنه سيوقع على أمر تنفيذي في “اليوم الأول” لوقف مشاريع طواحين الهواء، مستهدفاً مصدراً رئيسياً للطاقة النظيفة.
يمكن لترامب أيضاً أن يتحرك للانسحاب من اتفاقية باريس للمناخ مرة أخرى، مما يخرج الولايات المتحدة من الاتفاق العالمي لخفض الانبعاثات.
وانسحب ترامب من الاتفاقات خلال فترة ولايته الأولى، لكن الرئيس بايدن أعاد الانضمام إلى الاتفاقية بعد توليه منصبه.
السياسة الخارجية
تعهد ترامب في اليوم الأول بالعودة “إلى سياسة خارجية تضع مصالح أميركا أولاً”، وهو تراجع حاد عن إدارة بايدن، التي أكدت على التحالفات الدولية وقادت الدعم لأوكرانيا في حربها ضد روسيا.
لقد أكد أنه سينهي الحرب بين روسيا وأوكرانيا قبل توليه منصبه، رغم أنه لم يقدم تفاصيل حول كيفية القيام بذلك. وتسببت تعليقات ترمب في إثارة القلق بين حلفاء أوكرانيا من أنه سيدعو إلى اتفاق سلام يسمح لروسيا بالمطالبة بالأراضي الأوكرانية التي غزتها.
وعلى نحو مماثل، أثار ترامب مخاوف بشأن التزامه بحلف شمال الأطلسي. ففي العام الماضي، وافق الكونغرس على تشريع من شأنه أن يمنع أي رئيس من سحب الولايات المتحدة من التحالف دون موافقة مجلس الشيوخ أو قانون من الكونغرس.
كما تساءل الرئيس السابق عن أنه لن يحمي حليفاً في حلف شمال الأطلسي من هجوم إذا لم يسهم بمبلغ كافٍ في الإنفاق الدفاعي.
عكس أوامر بايدن بشأن المساواة
كانت إحدى كبرى لحظات التصفيق لترامب في التجمعات دائماً عندما تعهد بإبعاد الرجال عن الرياضات النسائية وإنهاء “جنون المتحولين جنسياً”، وقد تحدث بالفعل كيف سيتراجع عن الحماية للشباب المتحولين جنسياً.
وقال ترامب إنه في اليوم الأول، سيلغي حماية الطلاب المتحولين جنسياً التي أقرتها إدارة بايدن في وقت سابق من هذا العام.
وكشفت وزارة التعليم في نيسان عن مجموعة نهائية من التغييرات على العنوان التاسع لتغطية التمييز على أساس التوجه الجنسي والهوية الجنسية لأول مرة.
وانحازت المحكمة العليا في أغسطس إلى 10 ولايات يقودها الحزب الجمهوري التي رفعت دعاوى قضائية لمنع تطبيق القواعد الجديدة.
وقال ترامب أيضاً إنه سيتحرك في اليوم الأول لإلغاء أمر تنفيذي صادر عن بايدن “لتضمين مبادئ المساواة والسياسات والنهج في جميع أنحاء الحكومة الفيدرالية”. وأشار إلى أنه سيعيد فرض أمر صادر عام 2020 يحظر الترويج لمفاهيم مفادها أن الولايات المتحدة عنصرية أو جنسية بشكل أساسي أو أن عرقاً أو جنساً واحداً متفوق بطبيعته.
كما هدد الرئيس السابق بقطع التمويل الفيدرالي عن المدارس التي تروج لفرض اللقاحات. وظهر التهديد وسط اشتباكات حول لقاح «COVID-19» ومتطلبات الكمامات، لكنه أثار قلق خبراء الصحة العامة الذين يخشون أن ينطبق على لقاحات أخرى مثل الحصبة.
إقالة جاك سميث والعفو عن مرتكبي جرائم 6 يناير
أشار ترامب إلى أنه سيتحرك فور توليه منصبه تقريباً لإقالة المستشار الخاص جاك سميث، الذي يشرف على القضية الفيدرالية ضد ترمب في واشنطن العاصمة، بشأن جهوده لتخريب انتخابات 2020 والبقاء في السلطة.
قال ترامب في أواخر تشرين الأول: “سأطرده في غضون ثانيتين”.
كما تعهد الرئيس المنتخب مراراً وتكراراً بالعفو عن الأفراد المدانين بجرائم عن أفعالهم في 6 كانون الثاني 2021، عندما اقتحم أنصاره مبنى الكابيتول بعنف لوقف التصديق على نتائج الانتخابات.
قال ترمب، في تجمع حاشد في أيلول: “في اللحظة التي نفوز فيها، سنراجع بسرعة حالات كل سجين سياسي وقع ضحية ظلماً لنظام هاريس. وسأوقع على عفوهم في اليوم الأول”.
وأشار الرئيس السابق أيضاً إلى أنه سيسعى إلى ملاحقة المدعين الديمقراطيين رداً على القضايا القانونية المرفوعة ضده في السنوات الأخيرة بشأن تعامله مع وثائق سرية، وجهوده لإلغاء نتائج انتخابات 2020 وممارساته التجارية.
وفي مقطع فيديو نشرته حملته في نيسان 2023 قال: “في شيكاغو وسان فرنسيسكو ولوس أنجليس وكل مدينة أخرى استولى عليها هؤلاء المجانين، يجب أن تواجه مكاتب المدعي العام استدعاءات فيدرالية لموظفيها ورسائل البريد الإلكتروني الخاصة بهم وسجلاتهم لتحديد ما إذا كانوا قد انتهكوا قانون الحقوق المدنية الفيدرالية بشكل صارخ”.