سلايداتعاجل

هل يعود لبنان إلى دائرة الوصاية السورية؟

كتبت أميرة حمادة

في الآونة الأخيرة، برزت معلومات عن وساطة روسية لإنهاء الحرب في لبنان، مع إعلان موسكو استعدادها للمشاركة في اتفاق تسوية بين إسرائيل ولبنان يهدف إلى تخفيف التوترات الإقليمية، مع التأكيد على عدم تدخلها في الشؤون الداخلية اللبنانية، مما يعني وضع الملف اللبناني تحت نفوذ نظام بشار الأسد.

في المقابل، يسعى الرئيس الأميركي جو بايدن إلى تأكيد الهيمنة الأميركية على أوروبا من خلال استمرار دعم أوكرانيا، حيث يُسرع لتقديم حوالي 6 مليارات دولار من المساعدات لكييف قبل نهاية ولايته. ومن المتوقع أن يدعو الرئيس المنتخب دونالد ترامب، في الاجتماع المنتظر هذا الأسبوع، إلى استمرار الدعم الأميركي لأوكرانيا بحجة أن أي تراجع أميركي قد يهدد استقرار أوروبا.

لكن ما موقف ترامب من الأزمة الأوكرانية؟!

تعهد ترامب مراراً خلال حملته بإنهاء الحرب بسرعة دون توضيح أسلوبه لتحقيق ذلك، مشيراً إلى أنه لو كان في الحكم لما اندلعت الحرب أصلاً، ملقياً باللوم على إدارة بايدن ومؤكداً على سعيه لإنهاء الحروب لا إشعالها. وقد رحب الجانب الروسي بهذا التوجه، مؤكدين أنهم سيحكمون على ترامب بناءً على أفعاله المقبلة.

وفي هذا السياق، لا يمكن تجاهل التاريخ الطويل للصراع الأميركي-الروسي الذي بدأ منذ الحرب الباردة بعد الحرب العالمية الثانية، حيث تباينت المصالح الأيديولوجية والاقتصادية والعسكرية بين البلدين، مما أدى إلى مواجهات غير مباشرة في مناطق مثل كوريا، وفيتنام، وأفغانستان، بالإضافة إلى أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962 ودعمهما لأطراف متعارضة في الحرب الأهلية السورية.

اليوم، تُظهر الأحداث أن الصراع الأميركي-الروسي لا يزال يلقي بظلاله على السياسة الدولية. وقد تسعى روسيا الآن لتحقيق مكاسب أمنية وسياسية على حدودها، وربما تتجه لقبول تسوية تضمن أمن إسرائيل عبر مراقبة الحدود السورية-اللبنانية.

ومن هنا، قد يتحقق السلام في المنطقة استناداً إلى توافق القوى الكبرى وتوازن مصالحها؛ إذ يمكن أن يتحول ترامب، إذا نجح في إنهاء الحرب الأوكرانية وضمان استقرار الحدود اللبنانية، إلى “رجل السلام” لهذه المرحلة، لكن ذلك سيظل مرهوناً بتفاهمات تؤمّن مصالح كل طرف، مما يجعل مستقبل المنطقة معلقاً على هذه الحسابات الدقيقة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى