سلايدات

بم تفكر؟؟

بقلم/مصطفى شهاب
بمَ تفكر؟ عندما تفتح صفحتك على الفيس بوك، وتريد أن تخط بعض الأفكار، يطالعك هذا السؤال في رأس الصفحة. فبرأيكم بم يفكر الغريق؟ بم يفكر من يصطلي جسده بالنار؟ بم يفكر الجريح؟ بم يفكر المريض؟ بم يفكر من فقد أهله وأحباءه، وجيرانه، والكثيرين من أقاربه وخلانه؟ بم يفكر من فقد بيته، وقوته، ومصدر رزقه، وبات ينام في العراء بلا ماء ولا غذاء ولا دواء؛ في خيمة لا تقيه زمهرير البرد ونقيع المياه، ولا حر الصيف ولهيبه؟؟؟؟
كل هذا يحدث لأهلنا في قطاع غزة منذ ثلاثة عشر شهرا وفوقها أيام، وبات يحدث مؤخرا لقسم كبير من إخوتنا في لبنان. كل هذه الأسئلة يجب أن تدخل كل بيت في عالمنا العربي، وفي عالمنا الإسلامي، بل وفي كل بيت حول العالم؛ عَلَّنا نلقى عليها الإجابة المستحيلة.
بأي وسيلة سنقول لكل من يكتوي بكل هذا صبرا! قلناها مرارا؛ حيث لا نملك غيرها من كلام. هكذا تبدو المسألة. لكننا والحق يقال نملك يقيننا بالله، بأن ما يحدث يعلمه الله ويراه، وبيده لا بيد ترامب أو بايدن، ولا حتى نتنياهو إنهاءه.
على قناة (العربية) تطالعنا بين فواصلها الإخبارية صور سيدات من أخواتنا في غزة الأبية يشتكين أحوالهن، وأحوال عائلاتهن، وصورة طفل يرقد على سرير أبيض في المستشفى يبكى ساقه التي بترت. هي ذات الوجوه منذ أكثر من عام، وإحداهن تصرخ بكفي بِدْنا نعيش، ولا ندري ألا زالت هذه السيدة وصويحباتها، وهذا الطفل البريء أحياءً أم حصدتهم فيما حصدت من أرواحٍ بريئة آلة القتل الصهيوإمبريالية؟!.

وهنا أقول لأهلنا في كل شبر من هذا الوطن الممتد من البحر إلى النهر، ومن رأس الناقورة إلى رفح وأم الرشراش، وإلى إخوتنا في لبنان العزيز، الذي تحمل -ويشهد الله- الكثير الكثير من أجل فلسطين؛ انطلاقا من إدراكه لمسؤوليته القومية والدينية عن هذه القضية، وإدراكه أن لا استقرار ولا سلام ولا أمان للبنان وكل العرب طالما بقي هذا السرطان الصهيوني مزروعا في قلب الوطن الكبير، أقول: صبراً، فحتما وعد الله آت، وهو نصير المظلومين، ونحن والله أكثر من ظلم على هذه الأرض، فإلى الله، لا إلى غيره المشتكى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى