تتوالى الأزمات على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حيث يواجه مكتبه اتهامات بتلاعب في وثائق رسمية تتعلق بالهجوم غير المسبوق الذي شنته حركة حماس في 7 أكتوبر الماضي. ويدور الجدل حول محاولة تحسين صورة نتنياهو في إدارة الأزمة التي اعتُبرت أحد أكبر الإخفاقات العسكرية والاستخباراتية في تاريخ إسرائيل.
يخضع تساحي برافرمان، مدير مكتب نتنياهو وأحد أقرب مستشاريه، للتحقيق من قبل وحدة الجرائم الكبرى “لاهاف 433” التابعة للشرطة الإسرائيلية. ووفقًا لتقارير إعلامية، استمر استجواب برافرمان لأكثر من خمس ساعات، حيث تتمحور الاتهامات حول تعديل توقيت مكالمتين أجراهما نتنياهو مع سكرتيره العسكري، اللواء آفي جيل، أثناء هجوم حماس.
بحسب الادعاءات، قام برافرمان بتغيير توقيت أول مكالمة من الساعة 06:40 صباحًا إلى 06:29 صباحًا، ليظهر نتنياهو وكأنه تصرف بفاعلية أكبر فور بدء الهجوم. وينفي برافرمان تغيير مضمون المكالمة، مشددًا على أن التعديل اقتصر على الوقت.
بدأ هجوم حماس في الساعة 06:29 صباحًا يوم 7 أكتوبر، حيث اتصل جيل بنتنياهو لإبلاغه بالوضع. وفقًا لتقارير، لم يعطِ نتنياهو أي تعليمات فورية، وطلب تأجيل تقييم الوضع إلى مكالمة ثانية عند الساعة 06:40.
ووفقًا لصحيفة هآرتس، يظهر تعديل توقيت المكالمة محاولة لتقديم صورة أكثر حسمًا عن استجابة نتنياهو خلال اللحظات الأولى للهجوم، وهو ما يزيد من تداعيات القضية.
يأتي هذا التحقيق في وقت حرج بالنسبة لنتنياهو، الذي يواجه بالفعل اتهامات بالفساد ومحاكمة مستمرة قد يتم استدعاؤه فيها قريبًا. بالإضافة إلى ذلك، يواجه انتقادات لاذعة من الداخل والخارج بشأن الإخفاقات في منع الهجوم الدموي، الذي أدى إلى استقالة عدد من كبار المسؤولين العسكريين الإسرائيليين.
بينما ينفي نتنياهو مرارًا مسؤوليته عن الإخفاقات، تواصل الانتقادات تقويض موقفه السياسي. ويُخشى أن تؤدي هذه الفضيحة إلى تعميق أزمة الثقة داخل الحكومة الإسرائيلية، حيث تتزايد الضغوط لإجراء تحقيقات شاملة في جميع المستويات الإدارية والعسكرية المتعلقة بالهجوم.
هذه التطورات تهدد بمزيد من التآكل في مصداقية نتنياهو، الذي يكافح للحفاظ على سلطته وسط دوامة من الأزمات السياسية والقضائية.