سلايدات

اعلام ادرعي vs اعلام حزب الله: أسس الدعاية في الحرب يتجاهلها حزب الله ويتمسك بها أدرعي

 

كتبت أميرة حمادة:

من منا لا يعرف “أفيخاي أدرعي”، الرجل الذي حول حسابه على منصات التواصل الاجتماعي إلى مسرح هزلي يخلط فيه السخرية والتهكم بالتحذيرات! يتناول أدرعي كل شيء، بدءًا من القضايا السياسية المعقدة إلى الأكلات الشعبية، والردود الساخرة ما يطرح تساؤلاً: هل هو متحدث رسمي أم قائد فرقة كوميدية رقمية؟

يتبع أدرعي أسلوبًا فريدًا في التلاعب بالحقائق بحسب مصلحته، حيث يسعى الى تبرير الأفعال العسكرية الإسرائيلية وتقديمها في إطار الدفاع عن النفس، كما يستخدم لغة تحريضية في بعض الأحيان مما يزيد من التوترات بين اللبنانيين أنفسهم.

أما عباراته فحدث ولا حرج، فهي خليط عجيب من جذوره التركية العراقية السورية، ومن الممكن أن يأخذ قليلا من زوجته المغربية بعض اللكنات الغريبة، لكنه على ما يبدو أنه يؤمن بأن الكلمة قد تكون أقوى من الحقيقة، حيث يحول المأساة الى منشور بكل بساطة، ودماء الأطفال الى كلمة، وما علينا إلا الاستماع الى كوميديته المأساوية لنعلم أين سيحل الدمار وفي أي قرنه.

بينما يجوب أفيخاي أدرعي فضاء الإعلام الرقمي بكل طلاقة وابتكار، نجد في المقابل مسؤولي الإعلام في حزب الله عاجزين عن استثمار هذا الفضاء بفاعلية مماثلة، فهم غالباً يتبعون أسلوب البيانات التقليدية والخطابات الرسمية والمصطلحات القديمة التي لا تجذب الجمهور الرقمي، يتحدثون من برج عاجي دون مرونة أو نهج تفاعلي يتماشى مع العصر.

وتعيدنا شخصية أدرعي إلى نموذج الإعلام الحربي الذي قدمه محمد سعيد الصحاف، المتحدث باسم الحكومة العراقية خلال حرب 2003 حيث سيطر على الشاشات الإعلامية العربية والعالمية، كان الصحاف حينها مثالًا للتلاعب بالمعلومات، مشددًا على انتصارات وهمية ووصف القوات الأمريكية بـ”العلوج”، في محاولة لرفع الروح المعنوية للشعب العراقي.

إن هذا الأسلوب سواء عند أدرعي أو الصحاف ليس وليد عبقرية شخصية، بل هو استلهام من جوزيف غوبلز، وزير الدعاية السياسية في ألمانيا النازية وأحد أقرب المقربين لهتلر، الذي وضع اسس الدعاية في الحرب، معتمدًا على التضليل والتكرار لتشويه صورة العدو وتقليل احترام الجمهور له.

ومن أسس دعاية غوبلز كان “اكذب واكذب حتى يصدقك الناس”، حيث كان يوجه بتضخيم الأخبار أو تحريف الحقائق لدعم توجهات بلاده، تماما كما يفعل أدرعي حيث يعتمد على تكرار المعلومات وتقديمها بطريقة تعزز من موقف إسرائيل، حتى ولو كانت كاذبة.

وفي الختام، يبقى الإعلام سلاحًا فعّالًا في أي مواجهة، والتطور في أساليبه ليس رفاهية بل ضرورة تفرضها التغيرات السريعة في وسائل التواصل وأدوات التأثير. ففي حرب لبنان لا بد أن يتم إلقاء الضوء على الانتصارات التي يحققها حزب الله إعلاميا وتضخيمها إذا لزم الأمر للرفع من معنويات الشعب الذي يتعرض لعدوان غاشم.

 

 

 

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى