شهدت سوريا يومًا تاريخيًا مع سقوط نظام بشار الأسد، الذي يمثل الفصل الأخير من سلالة الأسد التي حكمت البلاد بقبضة حديدية لأكثر من 50 عامًا. بدأت هذه الحقبة مع وصول حافظ الأسد إلى السلطة في انقلاب عام 1970، وامتدت إلى ابنه بشار الذي تولى الحكم عام 2000 عقب وفاة والده، لتنتهي بفراره في ديسمبر 2024.
حقبة مليئة بالتحديات والقمع
تميزت سنوات حكم عائلة الأسد بالقمع السياسي، وفرض السيطرة الأمنية على كل مفاصل الدولة، وتحويل سوريا إلى دولة بوليسية. ورغم الاستقرار الظاهري الذي استمر لعقود، كان الحكم مليئًا بالأزمات الداخلية والخارجية، التي تراكمت حتى انفجر الوضع مع اندلاع الثورة السورية عام 2011.
بدأ بشار الأسد حكمه بوعود بالإصلاح والانفتاح، لكن سرعان ما تحولت هذه الوعود إلى مواجهات دموية مع الشعب، حيث استخدم النظام كل الوسائل الممكنة للبقاء في السلطة، مما أدى إلى واحدة من أعنف الحروب الأهلية في العصر الحديث.
السقوط المدوي ونهاية طموحات الحفيد
مع تزايد الضغوط العسكرية والسياسية، والتقدم السريع للفصائل المعارضة التي وصلت إلى العاصمة دمشق، انهارت سيطرة النظام بشكل مفاجئ. وأكدت تقارير أن بشار الأسد غادر البلاد على متن طائرة مجهولة الوجهة، تاركًا البلاد في حالة من الفراغ السياسي.
ومع فرار الأسد، تنتهي أيضًا طموحات نجله الأكبر حافظ بشار الأسد، المولود عام 2001، الذي كان يُنظر إليه كخليفة محتمل لاستمرار سلالة الأسد في الحكم. حافظ الابن، الذي سُمي على اسم جده، تلقى تعليمه في دمشق ثم في روسيا، حيث حصل على درجة الماجستير في الرياضيات بمرتبة الشرف عام 2023. رغم محاولات النظام لإعداده كوجه مستقبلي، اضطر للفرار إلى روسيا في ديسمبر 2024، مع انهيار نظام والده، مما يؤكد أن حكم العائلة أصبح جزءًا من الماضي.
إرث السلالة
تنطوي صفحة حكم عائلة الأسد، تاركة خلفها إرثًا ثقيلًا من الأزمات الاقتصادية والاجتماعية، وبلدًا منهكًا من الحرب. وبينما يحتفل الشعب السوري بتحرره من عقود الظلم والاستبداد، تتجه الأنظار نحو المرحلة المقبلة، في ظل آمال بإعادة بناء الوطن على أسس جديدة من الحرية والعدالة والديمقراطية.
نهاية فصل وبدء آخر
بخروج بشار الأسد من المشهد السياسي، وتبدد آمال نجله في خلافته، تُغلق صفحة عائلة حكمت سوريا بقبضة من حديد. اليوم، يفتح الشعب السوري صفحة جديدة في تاريخه، مليئة بالتحديات والآمال، لبناء مستقبل أفضل لجميع السوريين.