سلايداتمقالات

في حضرة العدالة الإلهية: ميلادٌ وانتصار

بقلم العميد وسام صافي

في مثل هذا اليوم، منذ عقودٍ خلت، أشرقت شمس الحرية على جبل لبنان بولادة رجلٍ خُلِق ليكون معلمًا ومرشدًا، الشهيد كمال جنبلاط. كان ميلاده بداية لحلمٍ، وحياته صرخةً للحق، أما استشهاده فكان جرحًا لا يندمل في قلب كل حرٍّ يرى في العدالة غايةً سامية.

واليوم، وبعد سبعة وأربعين عامًا، وكأن الزمن قد أزهر من جرحه وردة النصر، يسقط نظام الطغيان الذي اغتاله. هل هي صدفةٌ أن يتزامن هذا السقوط مع ميلاد الشهيد؟ أم أن يد العدالة الإلهية قد خطّت هذا المشهد لتُعيد كتابة التاريخ؟

في يوم ميلاد المعلم، تُطوى صفحةٌ من صفحات الظلم، وتُفتح نافذةٌ لنورٍ جديد. إنها رسالة السماء، تقول لنا إن الظلم وإن طال، لا بد أن يسقط، وأن دماء الشهداء تُثمر حريةً وعدالةً، ولو بعد حين.

في كل يومٍ يُولد فيه بطلٌ، وفي كل يومٍ يسقط فيه طاغية، يتجلى لنا معنى الحق، ومعنى الحياة. فالعدالة ليست مجرد وعد، بل هي قدرٌ مكتوب على صفحات الزمن، تسوقها حكمةٌ إلهية تُعيد التوازن إلى الكون.

فيا كمال جنبلاط، أيها المعلم والشهيد، ها هي عدالة السماء تنتصر، وها هي الحرية تُزهر من بذور نضالك. إن ميلادك هذا العام ليس مجرد ذكرى، بل عهدٌ جديد، يُخبرنا أن الحق باقٍ، وأن الطغاة إلى زوال.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى