
الرجل الذي كان وزيرًا ذات يوم، رجلًا شريفًا نزيهًا، لكن شرفه كان ثمنه غاليًا. فقد أقاله #الرئيس ظلمًا، في لحظة أصبح فيها الحق ضحية !!
كان الوزير عماد موفق العزب مثالًا للإنسان الشريف، لم يسعَ خلف المناصب، ولم يتاجر بمبادئه. كان يخدم الوطن بكل أمانة، مؤمنًا بأن المسؤولية تكليف وليست تشريفًا. كان يرى الوزارة واجبًا ثقيلًا، لكنه حمله بقلب نظيف ويدين لا تعرفان الخيانة. كان الناس يحبونه، ويحترمون نزاهته، لأنه كان صوت الحق في زمنٍ صمتت فيه الأصوات !!!
وعن سبب إقالة الوزير العزب
كان الرئيس السابق بشار الأسد يريد من الوزير العزب أن يكون مجرد #أداة، ينفذ أوامر لا تليق بكرامة الوطن رفض العزب ، على الرغم من التهديدات ، كان يعلم أن الثمن سيكون كبيرًا، لكنه لم يكن مستعدًا للمساومة على شرفه.
وجاءت اللحظة التي صدر القرار الظالم بإقالته من منصبه وزيراً للتربية السورية لم تكن مجرد إقالة، بل كانت محاولة لتشويه سمعته، وكأنه عار أن يكون شريفًا في هذا الزمن من خلال توجيه بعض المواقع لنشر العديد من التقارير المفبركة وغيرها الكثير .
وبعد إصدار قرار الإقالة قال احد ابناء عماد
عاد أبي إلى بيته في ذلك اليوم، لا يحمل سوى كرامته وعزته. قال لي كلمات لن أنساها أبدًا:
“يا بني، قد يخسر الإنسان وظيفته، لكن لا يجب أن يخسر شرفه. الكرامة لا يعوضها منصب ولا مال، وهي ما يجعل الإنسان إنسانًا.”
كان أبي يعرف أن الحقيقة تحتاج وقتًا لتظهر، وأن التاريخ لا ينسى من وقف مع الحق. كان يعلم أن الظالم قد ينتصر للحظة، لكنه يخسر نفسه للأبد. ورغم القهر الذي شعرنا به جميعًا، كنا فخورين به، لأننا نعلم أنه ضحى بمنصبه من أجل أن يبقى قلبه نظيفًا وضميره مرتاحًا.
مرت السنوات، وكشفت الأيام ما كان يخفيه الظلم. عرف الجميع أن أبي كان ضحية لمؤامرات النظام، وأن شرفه هو ما جعله هدفًا لمن لا يملكون الشرف. أما الرئيس، فقد أصبح اسمه مرادفًا للظلم في ذاكرة الشعب، ولم يبقَ له سوى لعنة التاريخ.
اليوم، عندما أتذكر تلك الحادثة، أشعر بالفخر أكثر مما أشعر بالألم. أبي لم يكن مجرد وزير، بل كان رمزًا للنزاهة في زمنٍ امتلأ بالخيانة. ترك لي إرثًا من القيم التي لن أتنازل عنها أبدًا. علمني أن الإنسان يمكن أن يخسر كل شيء، إلا شرفه وكرامته، وهما ما يبقى خالدًا حتى بعد رحيله.