سلايداتمقالات

إيران بين هزيمة استراتيجية وتحديات مصيرية

كتب الدكتور وليد صافي:

يحاول المسؤولون الإيرانيون القاء اللوم على حليفهم المخلوع بشار الأسد والتقليل من تداعيات سقوط نظامه على طهران. في الحقيقة، إيران تلقت هزيمة استراتيجية كبرى ،وفي خلال أسبوع واحد خسرت كافة الأصول التي بنت من خلالها “الهلال الجيوسياسي”، الذي جعل منها دولة اقليمية ذات نفوذ كبير. رحل الأسد حليف طهران بالقوة عن السلطة، فغسلت هذه الأخيرة يديها من سوريا التي تشكل العقدة الاستراتيجية التي لا تعوض في هذا “الهلال”الذي يتداعى.

الارتدادات السياسية والاقتصادية لهذا الزلزال الكبير، لن تتأخر في الوصول إلى طهران، إذ سيسأل المواطن الإيراني الذي يغرق في الفقر والعوز عن جدوى المليارات التي أنفقت على هذه الأصول الاستراتيجية، وكانت من “اللحم الحي”وعلى حسابه.

الغزو الاميركي للعراق فتح الفرص الاستراتيجية لطهران، والثورة السورية أعادتها إلى المربع الذي يسمح للعديد من دول المنطقة أن تتحرر من هيمنتها. إيران التي لم تعترف بهزيمتها في غزة ولبنان وسوريا، تقف الآن عارية أمام المرآة، ومكشوفة بشكل غير مسبوق، والخيارات أمامها ضيقة جداً. ستكون إيران في الشهر القادم أمام تحديات دخول ترامب إلى البيت الأبيض وفرض سياسة الضغوط القصوى عليها، في الوقت الذي انتهت فيه فرص اقامة اي تحالف استراتيجي مع روسيا، ودخول العلاقات الايرانية- الروسية في أزمة ثقة غير مسبوقة.

من جهة اخرى، حروب الواسطة انتهت على المسرح الاقليمي ،وقدرات الوكلاء للدفاع عنها في حال يرثى لها، ومشروع الحرس الثوري بالسيطرة على اربع عواصم عربية، بدأ يتفكك. أحد النواب الايرانيين يقول “سوريا ستدخل في الفوضى”، فهل يخطط قادة طهران لنشر الفوضى في سوريا والعودة من الشباك بعدما خرجوا من الباب؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى