سلايدات

طرابلس الأكثر حرمانا وانماء..كثافتها السكانية تضاعف الجريمة

كتب يوسف فارس في المركزية :

تتصاعد عمليات التفلت الأمني في عاصمة الشمال – طرابلس والمناطق المحيطة بها بحيث لا تنقضي ساعة ويمر يوم الا وتشهد المدينة اعتداء وعمليات سلب حتى في وضح النهار . واصبحت الإشكالات الفردية والخلافات تتطور عاجلا الى مواجهات مسلحة تهدد امن وسلامة المواطنين .ما يسلط الضوء على تراجع هيبة الدولة وأجهزتها الأمنية في ضبط الوضع وانتشار ظاهرة السلاح غير الشرعي . وتاليا غياب الحلول الجذرية ما يجعل من هذه الإشكالات خطرا دائما على حياة المواطنين .ويستدعي تكثيف الجهود للحؤول دون توسع الأمور باتجاه مواجهات خطيرة تهدد السلم الأهلي .علما ان ما ساهم في تفاقم الوضع الأمني هو الافراج العاجل عن الموقوفين نتيجة الاكتظاظ في مراكز الاحتجاز مما يعيد الافراد المخالفين الى الشارع ويضعف جهود الردع .
من جهتها، تبدي البلدية في المدينة كل استعداد للتعاون مع الأجهزة الأمنية من اجل تطوير خطة شاملة من شأنها ان تعزز الاستقرار وتؤكد انها ستلبي أي طلب للمساعدة رغم ان هذه المهام تتجاوز صلاحياتها التقليدية ولكن حماية السكان تبقى في مقدم أولوياتها .
النائب السابق عن دائرة طرابلس علي درويش يقول لـ”المركزية” ان الكثافة السكانية في المدينة  التي يتعدى عدد القاطنين فيها الخمسماية الف نسمة  تضاعف من حجم المخالفات والتعديات في حين ان مقارنته بأي مدينة أخرى يبقى عاديا .لكن ذلك لا ينفي ان التفلت الامني زاد في الايام الأخيرة نتيجة الاحداث السورية ووقوع إشكالات بين المحتفلين بسقوط النظام والمؤيدين له ،علما ان القوى الأمنية اللبنانية عززت انتشارها واوقفت العديد من المرتكبين واصحاب السوابق ما حد من نسبة الجرائم والمخالفات . إضافة يجب الا ننسى وجود مخيم البدواي الامر الذي ما يزيد في حجم الجريمة ، علما ان نسبة الفقر في عاصمة الشمال تكاد تكون الأكبر في لبنان وهي السبب الرئيسي لعمليات النشل والقتل في الكثير من الأحيان . بالتأكيد ليس هناك عصابات او تنظيمات مسلحة تقوم بخطف الأطفال والأشخاص كما في محافظات ومناطق أخرى ،انما هناك إشكالات في معظمها فردية تتطور الى اطلاق النار نتيجة غياب الدولة وهيبتها إضافة الى التساهل في انزال القصاص ومحاسبة المخلين بأمن المدينة واستقرارها .
ويختم لافتا الى ان إقامة مشاريع إنمائية واعمارية في طرابلس من شأنه ان يسهم في تشغيل العدد الأكبر من أبنائها العاطلين عن العمل الذين يرتكبون غالبية المخالفات . كنا قد شكلنا سابقا لجنة لانماء الشمال وليس طرابلس وحسب، وكان لي الشرف لاكون احد أعضائها ولكن ما شهده لبنان خلال السنوات الخمس الأخيرة من أزمات وفي مقدمها الانهيار المالي حال دون تمويل كافة المشاريع التي تم صرف النظر عنها الى حين عودة الملاءة للخزينة العامة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى