كتبت يولا الهاشم في المركزية :
بمباركة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، يزور وفد من “لقاء سيدة الجبل”، يضم شخصيات من مختلف المذاهب والمناطق وشرائح المجتمع، سوريا غداً للمشاركة في قداس في مطرانية الموارنة في دمشق وزيارة الجامع الأموي، وتهنئة الشعب السوري بالحرية بعد سقوط نظام بشار الأسد، دون أن يتضمن جدول أعماله أي نشاط سياسي او لقاء مع القائد العام للإدارة الجديدة في سوريا أحمد الشرع.
الاستاذة في الجامعة الاميركية في بيروت الدكتورة لينا التنير المشاركة في الوفد تؤكد لـ”المركزية” ان ” الزيارة ليست رسمية بل ثقافية دينية من الشعب اللبناني الى السوري، زيارة تطمين ومحبة وصلاة ومدّ اليدّ. ويتألف الوفد من مسلمين ومسيحيين وشخصيات من مختلف الطوائف والمذاهب، خرجت بفكرة الزيارة. وأردناها ألا تكون سياسية رغم أن الوفد يضم شخصيات سياسية، لأن ايماننا عميق بأن العلاقات في السياسة تكون بين دولة وأخرى وليس بين الاشخاص، وبالتالي ليس لنا أي دور للحديث مع سياسيين او مع الثوار في سوريا. هذا شأن دولة وحكومة”.
وتلفت التنير الى ان الوفد يتألف من نحو مئة شخصية، سينطلق صباح الغد، حيث ستكون وجهته الاولى مطرانية دمشق لمعايدة المطران والمشاركة في القداس عند الحادية عشرة قبل الظهر، يليه استقبال في صالون الكنيسة وبعدها ننطلق الى الجامع الاموي حيث سيلتقي الوفد إمام المسجد ونائب القائم على الاوقاف الاسلامية”.
وتضيف: “تحمل زيارتنا رسالة رجاء وأمل للشعب السوري. فاللبنانيون عاشوا تجربة العيش المشترك ، تجربة لم تكن بسيطة، دفعنا ثمنها غالياً لكنها نجحت، وأكبر دليل مشهد التضامن الذي شهدناه خلال الحرب الأخيرة منذ شهر، رغم كل المحاولات لزرع الفتنة، أكانت مذهبية أم طائفية أم مناطقية بين كافة مكونات هذا البلد”.
وتشير إلى أننا “وصلنا الى مرحلة سقط فيها نظام كان ظالماً على الشعبين اللبناني والسوري. تجربة العيش المشترك خرجنا منها أقوى وثبتناها مراراً وتكراراً. مع سقوط هذا النظام في سوريا هناك حاجة كي ننقل ونؤكد على هذه التجربة لقطع الطريق أمام أي محاولة للتشكيك بها في سوريا. وقد بدأنا نلاحظ بث أخبار تخويف بأن من وصل الى الحكم في سوريا إسلاميون وسنّة والمدّ السنّي وما الى هنالك.. ويبنون مجدداً على تخويف طائفة الأقليات. هذا ما عملوا عليه ايضاً في لبنان لكننا بقوتنا وتجربتنا استطعنا ان نتخطاها، بدليل ما نحن عليه اليوم. قد تكون هناك أيادٍ خفية تحاول زرع الفتنة في سوريا، فإن بزيارتنا هذه نوجه لهم رسالة بأن لا خوف، لأن المسلمين والمسيحيين من أصل هذا الشرق وعاشوا دائماً معاً وسيبقون كذلك”.
وتتابع التنير: “دائما ما يتبادر الى أذهاننا القدس ودوماً نسمع دعوات لجعلها مدينة مفتوحة للجميع كي يصلوا فيها لأنها مدينة عابرة للأديان، لكن اليوم مع انفتاح دمشق وسقوط النظام الظالم هل أجمل من الصلاة في هذه المدينة؟ لقد شعرنا بلهفة لزيارتها ولقاء الشعب السوري الشقيق كي نحتفل ونشاركهم فرحة الحرية والعدالة ونقول لهم بأنهم قد يمرون على الهامش بـ”طلعات ونزلات” لكن طالما ايمانهم راسخ للعيش بسلام فإنهم سيتخطون كل العقبات، لأن إرادة السلام والعيش معاً بعدالة لا بدّ وان تظهر في النهاية، وهذا ما اختبرناه في لبنان”.
وتختم: “سنذهب الى دمشق للصلاة من أجل مستقبل أفضل ومشرق خاصة للشباب، مبني على التطور والانفتاح، وليس على الطائفية والرجعية. هذا الشعب ناضل وحقق الحرية لذلك سنقف الى جانبه وندعمه. سننقل لهم رسالة العيش المشترك ونؤكد أنهم سيعيشون معا كمسلمين ومسيحيين وهذه ثروة يجب المحافظة عليها، وندعوهم لعدم الخوف، لأن المسيحيين والمسلمين هم اساس الشرق وسيبقون كذلك”.