قصيدة للاستاذ غازي صعب مدير المكتبة الوطنية في بعقلين:
… نشتاقك ،
نشتاق إلى السنابل
المبللة بعطر النقاء ،
إلى الرؤية
المشّبعة بالحقيقة .
نحن ، الذين اغتسلنا بحرفك
الذي صار نقشاً على شفة الأديم ..
صار أقماراً ،
على عشب الطريق ،
حيث للضوء انكسار الحب
في تفاصيل العيون ..
ودم ، يلوّح للزهور فوق الأرض
قاصيها ودانيها ..
نحن الذين ، أدركنا زمانك ،
الشمس كانت تمد سواعدها ،
يتنفس أحدنا الأخر ،
والصهيل كان في كل عِرق ..
و ، مد الدهر أنيابه السوداء
فوق سماء النهر ،
مارس القدر سطوته ،
ترنح اللون الربيعي تحت قدميك ،
تمزق التاريخ إلى أشلاء ،
وغدت الحياة فارغة من الحياة ..
تعلمنا ، كيف نهادن الموت ،
والظلم ، والقهر ، والعهر ،
.. وهانحن ، والفكر ،
في كل الدساكر ، والأماكن ..
رجالاً تمشي خلف رجال ،
نساء تمشي خلف نساء ،
جياداً ، تركض خلف جياد ..
وماجفت عيون الفجر ..
نحن ، هنا ..
تعلمنا ، مع الوليد ،
كيف ، نعشق الحرية ،كيف نرتدي الشمس وشاحاً
كيف نصاحب الريح ،
كيف ، تشمخ الهامات ..
كيف ، يرتعد الشرق على وقع أقدامنا ، وكيف ، تستيقظ الكلمات والنغمات .