سلايدات

“شكرًا لله: دروس من شفاء البرص في زمن الصوم”

ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس، المطران إلياس عودة، القداس الإلهي في كاتدرائية القديس جاورجيوس وسط بيروت، بحضور حشد من المؤمنين.

بعد قراءة الإنجيل، ألقى المطران عظة تناول فيها تقسيم السنة الكنسية إلى أزمنة ليتورجية ترتبط بالتدبير الخلاصي الذي أعده الرب يسوع لفداء البشرية. وأشار إلى أننا بعد انتهاء عيد الظهور الإلهي، ندخل اليوم زمنًا ليتورجيًا جديدًا، ذروته الصوم الأربعيني المقدس، الذي يعدنا للاحتفال بقيامة مخلصنا من بين الأموات. وفي هذا الزمن الجديد، تُقرأ فصول إنجيلية تركز على علاقة الإنسان بالله وبأخيه الإنسان، كدروس في الجهاد الروحي.

تحدث المطران عودة عن أول إنجيل لهذا الزمن، الذي يروي قصة شفاء البرص العشرة. حيث كان البرص مرضًا جلدياً خطيرًا ومعديًا، وكان المصاب به يُعتبر نجسًا وفق الشريعة اليهودية، مما أدى إلى عزله اجتماعيًا ودينيًا. وعانى الأبرص من الألم الجسدي والنفسي والروحي، حيث اعتُبر المرض عقوبة إلهية.

وأشار المطران إلى أن البرص العشرة الذين التقوا بالرب يسوع كانوا تسعة منهم يهوداً وواحد سامري. ورغم الخلافات الدينية بينهم، اجتمعوا في معاناتهم ورفعوا أصواتهم إلى يسوع طالبين الرحمة. وأمرهم الرب بالذهاب إلى الكهنة ليحكموا بطهارتهم، وقد آمنوا بكلمته وذهبوا دون أن يعترضوا.

لكن المفارقة كانت أن واحدًا فقط من العشرة، وهو السامري، عاد ليشكر الله بعد أن نال الشفاء. وأوضح المطران أن الإيمان قاد إلى شفاء الجسد، بينما الشكر والسجود قادا إلى شفاء النفس وخلاصها. وأكد أن هذا الشفاء الروحي هو الهدف الأسمى لصلوات الكنيسة.

كما أشار المطران إلى أن سلوكنا غالبًا ما يشبه سلوك البرص التسعة؛ فعندما نواجه الصعوبات نلجأ إلى الله، لكن عند تحسن الظروف ننسى شكر النعم. وذكر أن الله لا يحتاج شكرنا، لكنه يستحقه كاعتراف منا بأنه مصدر كل خير ونعمة.

وختم المطران عودة بالتأكيد على أهمية الشكر لله في جميع الأوقات، سواء حصلنا على ما نريد أم لا، مستشهدًا بكلمات الرسول بولس التي تدعونا للشكر في كل شيء كجزء من مشيئة الله. كما دعا اللبنانيين لشكر الله على الاستجابة لطلباتنا وتمنياته بنجاح الحكومة المقبلة في إخراج البلاد من الأزمات نحو مستقبل أفضل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى