
كشف مصدر سياسي وسطي أن إعلان حزب الله عن عدم وضع فيتو على ترشيح قائد الجيش جوزيف عون لرئاسة الجمهورية هو مناورة سياسية تهدف إلى الهروب من الضغوط الدولية مع محاولة الحفاظ على ما تبقى من نفوذه وهذا لا يعني إنتخابه رئيس للجمهورية. وأوضح المصدر أن الحزب، الذي يعاني من شح مالي بعد حربه الأخيرة مع إسرائيل وعجزه عن إعادة إعمار المناطق المدمرة، يواجه غضبًا متزايدًا من بيئته الشعبية، التي لا تزال تعاني من التشريد والإهمال.
وأشار المصدر إلى أن حزب الله يدرك حاجته لرئيس يوفر أموال الإعمار لتهدئة قاعدته الغاضبة، لكنه في الوقت نفسه يخشى أن يشكل انتخاب جوزيف عون تهديدًا مباشرًا لمشروعه. عون، المدعوم دوليًا، يُعتبر رمزًا لتنفيذ القرارات الدولية، من القرار 1701 إلى القرار 1559، ما يعني تعزيز سيادة الدولة وتقويض نفوذ الميليشيات، وهو ما يتناقض مع استراتيجية الحزب القائمة على الاحتفاظ بسلاحه تحت ذريعة المقاومة.
وأضاف المصدر أن العرقلة لا تقتصر على حزب الله وحده، بل يتشارك الأدوار مع حلفائه، مثل التيار الوطني الحر والرئيس نبيه بري. التيار الوطني الحر يسعى لتحقيق مكاسب سياسية تعيد احياء أحلامه السياسية، بينما يستخدم بري نفوذه للحفاظ على التوازن بين دعم الحزب وعدم تأزيم الوضع الداخلي، ما يؤدي إلى منع التوافق على انتخاب قائد الجيش.
وختم المصدر قائلاً: “حزب الله يعيش واحدة من أصعب لحظاته. ضعف موارده المالية وانحسار نفوذه الإقليمي جعلاه يقدم تنازلات صورية، لكنها ليست كافية لمعالجة أزماته. المناورات الكلامية لم تعد تنطلي على أحد، فالمجتمع الدولي واللبناني باتا يدركان أن هذه المرحلة ستكون بداية لرسم معادلة جديدة تُعيد للدولة سيادتها وتضع حدًا لنفوذ السلاح الخارج عن الشرعية”.