
كتب محمد سلام: القاعدة العلمية تجزم بأن أي محاولة إصلاح لا يمكن أن تبدأ وتنجح إلا بعد تحديد الأعطال “وتحييد” ما/أو من تسبب بها، علماً بأن مفردة تحييد تعني إخراج المتسبب بالعطل من مشهدية القدرة على تكرار التسبب بالفعل.
لذلك على لبنان الجديد الذي ولدت نواته بعد إنهيار محور الشر الأسدي-الفارسي في سوريا في 8 كانون الأول الماضي البدء بالعمل على تحديد رزمة الأعطال التي كانت تفتك به “وتحييد” المتسبب بها، أكان نصاً أو شخصاً، قبل البدء بتنفيذ خطة إصلاحٍ وتعافٍ تخرجه من قعر مستنقع بؤسٍ وتخلّفٍ أغرقه فيه لأكثر من نصف قرن تحالف سلاح الغدر والمال القذر الذي سيطر بالشراكة والترهيب على قرارات المنظومات الحاكمة.
إنعكاسات التغيير المدوي الذي حصل في سوريا فتحت أمام الشعب اللبناني باب السعي للعيش في ظل حكم قانون يضمن العدل والمساواة وحق العيش بحرية وأمن وأمان تحت مظلة دولة سيدة على كامل أراضيها، بكل معاني السيادة، ما أتاح إنهاء الشغور الرئاسي الذي إستمر أكثر من 26 شهراً وحقق تكليف رئيس حكومة تتكامل مع رئيس الدولة على تحقيق الإصلاح وحلم التعافي.
فما هي الأعطال التي يجب تحديدها … “وتحييد” المتسببين بها درءاً لتجدد سمومها؟؟
-*- من المسؤول عن “التسبب” بمقتل قرابة 4 آلاف شخص وإصابة 16 ألف بجراح وإعاقات في الحرب التي تورط بها لبنان من جنوبه منذ 8 أكتوبر العام 2023 علماً بأن منفذ القتل الإسرائيلي معروف؟
-*- من المسؤول عن “التسبب” بتدمير أكثر من 100 ألف وحدة سكنية “مدنية” في الجنوب والبقاع وجبل لبنان وبيروت “لتواجده تحتها أو قربها أو ضمنها” ما حوّلها إلى أهداف للعدو الإسرائيلي؟؟؟؟؟ وقدّر البنك الدولي تكلفة الأضرار التي لحقت بالمساكن بما يتجاوز 2.8 مليار دولارً فمن سيعوض على المتضررين “المدنيين”؟؟؟.
-*- من المسؤول عن عرقلة التحقيق في تفجير مرفأ بيروت للحؤول دون معرفة “من فجّره ومن تستر على من أصيب به” في 4 آب العام 2020 وأسفر عن مقتل ما لا يقل عن 218 شخصاً وإصابة أكثر من 7 آلاف غيرهم وتضرر نحو 50 ألف وحدة سكنية، وتشريد نحو 300 ألف شخص؟؟ .
-*- من المسؤول عن “إصدار الأمر وتنفيذ إغتيال” المصور جوزيف بجاني أمام منزله في بلدة الكحالة شرقي بيروت في 21 كانون الأول العام 2020 لأنه كان أول مصور وصل إلى مرفأ بيروت بعد التفجير ويتردد أنه إلتقط صوراً لأهداف التفجير والإصابات والأطقم التي كانت تخلي المصابين قبل إقفال المنطقة ومنع الدخول إليها وتأجيل رئيس الحكومة إذ ذاك حسان دياب زيارة إلى موقع التفجير من دون تحديد موعد للقيام بها.؟؟؟
-*- من المسؤول عن “إصدار الأوامر وعن تنفيذ” جميع عمليات الإغتيال السياسي في حقبة “ما بعد إنتهاء الحرب الأهلية ” في 13 تشرين الأول العام 1990 وصدور قانون عفو عام في شهر آب العام 1991 محى جميع الموبقات التي إرتكبت خلالها ما عدا ما هو مسجل لدى المجلس العدلي؟؟؟
فمن هو المسؤول عن جميع عمليات الإغتيال السياسي وجرائم الخطف والقتل والتهريب والفساد المالي وغيرها التي جرت وما زالت تجري حتى الآن خلال فترة ما بعد العفو العام … علماً بأنها من الأعطال السامة التي يجب تحديدها وتحييد المسؤولين عنها كي لا تتكرر مآسي ماضٍ كانت جراحه تختم دائماً على زغل شعار “لا غالب ولا مغلوب” فيعود ويتفجر قيحاً مدمراً … وإن بعد حين.