كتبت لورا يمين في المركزية:
أكد مساعد وزير الخارجية للشؤون القانونية والدولية كاظم غريب ابادي أن “لا احد ينكر ان العقوبات تؤثر على الشعب”، مشيرا الى ان “ايران مستعدة لبدء واستئناف مفاوضات رفع العقوبات كما في الماضي”. وعلى هامش مراسم احياء الذكرى الـ75 للتصديق على اتفاقيات جنيف، أشار ابادي الى ان “البرنامج النووي الإيراني سلمي وهذه النقطة واضحة للجميع والعقوبات الأحادية وغير القانونية لم تحقق أهدافها”. وتابع “لا احد ينكر أن العقوبات تؤثر على حياة الشعب ، وهذا الامر ليس فقط في إيران ولكن في أي دولة أخرى تخضع للعقوبات، لكن الغرض الواضح من فرض العقوبات هو في الواقع إحداث تغييرات اخرى مطلوبة في البلد الخاضع للعقوبات، ومن الواضح أن الجانب الآخر يسعى إلى تحقيق أهدافه التي لم تتحقق في هذا المجال. لذا فإن الطريقة الأكثر حكمة هي البدء بالمحادثات حول رفع العقوبات والعودة الى نفس المسار الصحيح”. وكشف أنه “تم الاتفاق على عقد جولة جديدة من المحادثات على أن تستمر فعليا، وسيتم تحديد الموعد من خلال المشاورات القائمة سويا”.
في الموازاة، ومع دخول الرئيس الاميركي دونالد ترامب البيت الابيض، افيد ان مستشاريه يدرسون فرض حزمة عقوبات واسعة تستهدف أبرز الجهات الفاعلة في قطاع النفط الإيراني، ومن المتوقع أن يتم تطبيقها بحلول شباط، وفقًا لما نقلته مصادر لوكالة “بلومبرغ”. ومن شأن هذه العقوبات أن تحرم إيران من عائدات تمثل نحو 7% من ناتجها المحلي الإجمالي السنوي، ما يضيف ضغطاً كبيراً على الاقتصاد الإيراني ويؤدي إلى خسائر تقدر بنحو 30 مليار دولار. خلال فترة حكم بايدن، استفادت إيران من تخفيف العقوبات وزيادة صادرات النفط بنحو مليون برميل يومياً، معظمها إلى الصين، حيث باعت نفطاً بقيمة 140 مليار دولار، ما يمثل أكثر من 80% من مبيعاتها، وفقاً لتقديرات مجموعة “متحدون ضد إيران النووية”. وتُقدر إجمالي عائدات إيران النفطية خلال هذه الفترة بنحو 175 مليار دولار، بمعدل 44 مليار دولار سنوياً. يأتي ذلك فيما أعلن ترامب عن خطة لتعزيز إنتاج النفط والغاز في الولايات المتحدة، مشيرا إلى أنه يفكر في فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على الواردات من كندا والمكسيك اعتبارًا من أول شباط بدلًا من تطبيقها على الفور، مما أدى إلى تراجع أسعار النفط.
كل هذه المعطيات تدل على ان لم يعد امام ايران خيارات كثيرة. ووفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”، باتت طهران محشورة. فالعقوبات تؤلمها وقد أقرّت بذلك، رغم مكابرة استمرت اشهرا ورغم إدعائها على مر سنوات، انها قادرة على الالتفاف عليها. اليوم، ترامب وضعها في بيت اليك: هو يمسكها من اليد التي تؤلمها اي “الاقتصاد”، بينما فقدت اوراق قوتها وتَفاوضها كلها تقريبا، من غزة الى سوريا فلبنان مرورا بالفصائل العراقية ولم يبق معها الا الحوثيين. وبالتالي، سيتعين عليها التجاوب مع تصوُّر ترامب للاتفاق النووي ولدورها في المنطقة، والا فإنه سيتعين عليها تحمّل مزيد من الضغط الاقتصادي. فهل هي قادرة على تحمّل اشتدادٍ اضافي للطوق حول عنقها؟!