سلايدات

رسالتي الثانية إلى الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب

كتب مصطفى شهاب :

السيد الرئيس ترامب نعلم علم اليقين أن بلادك هي الأقوى والأهم حتى الآن في العالم. لكن الأيام دول، ولأنك لا تفهم اللغة العربية، وحتى لا يلتبس الأمر على المترجم، فدول تعني أنها متغيرة، فيوم لك ويوم عليك. وكما لا شك تعلم لم تستطع أي إمبراطورية عبر التاريخ أن تحافظ على الدوام على سيطرتها؛ فتلك مشيئة الله؛ تتحقق بزوال الأقوى واستنهاض قوى جديدة، لكني أعاود وأقر -مع تقزم الدور الأوروبي والروسي والصيني- أمام جموح دولتكم الذي لا بد من وضع حد له، أن بلادكم لا تزال هي الأقدر على توجيه الأمور والتأثير في مقدرات شعوب العالم، مع أنكم -والله يشهد على ذلك- لستم الجهة الأنسب -بسبب طغيانكم وساديتكم وعدوانيتكم- للقيام بهذا الدور. فالعالم يحتاج إلى قيادة عادلة رحيمة أكثر من كونها قوية، وأنت لا شك تعرف أن مصطلحي العدل والرحمة غائبة تماما عن قاموس السياسة التي تنتهجها حكومة بلادكم بغض النظر أكان الرئيس ديمقراطياً أو جمهوريا، فكلاكما وجهان لذات العملة.
ولكن ألا ترى أيها الرئيس أن إرادتكم برغم ما تتمتع به بلادكم من قدرة على الطغيان ليست قدرية! فكثيرة هي الدول الصغيرة التي تستطيع أن تقول لكم لا، لأن شعوبها ترفض ببساطة إملاءاتكم. فدول في الحضن الأميركي ككوبا وفنزويلا ونيكاراغوا والبرازيل ترفض السير في ركابكم، وترفض بإباء كل محاولات تدخل بلادكم في شؤونها. وأنت اليوم بت تحاول العدوان حتى على حلفائك في الغرب، وتهدد استقلال دوله، وتريد بكل صلف وغرور مفضوح ضم جارتك الأكبر مساحةً كندا، وشراء جزيرة جرينلاند بالبلطجة من الدنمارك التي هي إحدى حلفائك في (الناتو).
كل ما سبق أيها الرئيس هو بداية ردي على طلبك الذي لا يمكن لعاقل قبوله من جمهورية مصر العربية التي نفى رئيسها اتصالك به، ومن المملكة الأردنية الهاشمية استقبال العدد الأكبر من سكان قطاع غزة المنكوب بفعل ما قدمته بلادك من أدوات قتل وتدمير لمجرمين في دولة كيانٍ لا شرعية له يسمى زورا وبهتانا باسم نبي الله يعقوب (إسرائيل) عليه السلام، والذي تحكمه عصابة مجرمة بات قادتها مطلوبون أمام العدالة الدولية. فما هي غايتك أيها الرئيس ترامب. ما أشتمُّهُ من هذه الدعوى هو عملية تهجير للفلسطينيين عن أرضهم خدمة لدولة الكيان، وبدء ممارسة الضغط على الدول المانحة التي ستجتمع بقيادة المملكة العربية السعودية في شهر يونيو القادم لإعلادة إعمار القطاع المدمر، للحيلولة دون عقد الاجتماع أو تقليص الحضور وتحجيم الدعم المقدم، مع أن دولتك وحلفائها في الغرب مع دولة الكيان الصهيو..ني هي من يجب أن تتحمل وحدها تكاليف إعادة إعمار غزة، وتعويض أهلها عن كل ما لحق بهم من أضرار.
السيد ترامب: ألا يتطلب نقل الفلسطينيين من قطاع غزة بالحجم الذي تريده إعداد الأرض والسكن اللازم لهم على الأراضي الأردنية والمصرية؟ وإذا كان الأمر كذلك أليس من الأفضل توفير الأموال التي ستنفق لهذه الغاية لإعادة إسكان الفلسطينيين في بلداتهم اتي دمرها العدوان الإسرائيلي على غزة؟ ألم تر يا سيادة الرئيس كيف عاد الفلسطينيون مشيا على الأقدام من جنوب القطاع إلى شماله، مع أنهم يدركون أن بيوتهم مدمرة، أليس هذا بالرد المناسب الذي يفهمك أن الفلسطينيين لن يتخلوا عن أرضهم، فما حدث في نكبة عام 1948 بطلب من الدول العربية التي دعتهم للخروج لتتولى القضاء على العصابات الصهيونية، لن يتكرر. في الحديثِ الشريف يقولُ لنا النَّبيُّ محمد صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «لا يُلْدَغُ المُؤْمِنُ مِن جُحْرٍ واحِدٍ مَرَّتَيْنِ»، لقد لدغنا وذقنا طعم الهجرة واللجوء، ونحن على استعداد أن نسف التراب على ثرى أرضنا على أن نخليها لعدو عابر مجرم غادر. فخير لك أن تساعد يهود الخزر القادمين من روسيا وأوكرانيا وبولندا والمجر على العودة إلى بلادهم، فهذه الأرض منذ سطر التاريخ أول حروف الحضارة على ثراها قبل أن يخلق أجداد أنبياء يهود بآلاف السنين كانت تسمى فلسطين أرض الكنعانيين، وما زالت وستعود نقية بشعبها العربي بإذن الله رغم جبروت أميركا.
قلت لك وأنصح من جديد: لسنا سلعة لتتاجر بنا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى