
تظل أمراض القلب السبب الرئيسي للوفيات في الولايات المتحدة، حيث تستمر عوامل الخطر في الارتفاع. وفقًا لتقرير نشرته شبكة “فوكس نيوز”، أظهر تقرير لجمعية القلب الأميركية، نُشر في 27 يناير في المجلة الخاصة بالجمعية، أن أمراض القلب والأوعية الدموية تتسبب في وفاة عدد أكبر من الأشخاص مقارنة بجميع أنواع السرطان والوفيات العرضية مجتمعة.
في عام 2022، وهو أحدث عام تتوفر فيه بيانات الوفيات، توفي 941652 شخصًا بسبب حالات مرتبطة بأمراض القلب. وأوضح الدكتور برادلي سيروير، طبيب القلب، أن الوفيات المرتبطة بأمراض القلب والأوعية الدموية قد استقرت مقارنة بعام 2022. وأضاف أن هناك بعض التحسينات في انتشار فرط شحميات الدم (ارتفاع الكولسترول) وانخفاض معدلات التدخين، ولكننا شهدنا تدهورًا في وضع مرض السكري والسمنة وارتفاع ضغط الدم.
يُسجل كل 34 ثانية وفاة واحدة بسبب أمراض القلب في الولايات المتحدة، مما يعني أن حوالي 2500 شخص يموتون يوميًا. وعبر كيث تشرشويل، دكتور في الطب ورئيس جمعية القلب الأميركية، عن قلقه من هذه الإحصائيات، مؤكدًا أن العديد من الأشخاص يموتون بسبب أمراض القلب والسكتات الدماغية، والتي لا تزال السبب الخامس للوفاة.
كما أشار التقرير إلى أن أكثر من نصف البالغين في الولايات المتحدة (57%) يعانون من مرض السكري من النوع 2 أو ما قبل السكري. وكتب الدكتور دروف إس كازي، أحد متطوعي الجمعية، في افتتاحية مرفقة بالتقرير أن رغم التقدم المحرز ضد أمراض القلب والأوعية الدموية على مدى العقود الماضية، لا يزال هناك الكثير من العمل المطلوب.
وحذر الخبراء من أنه إذا استمرت الاتجاهات الحالية، فإن ارتفاع ضغط الدم والسمنة سيؤثران على أكثر من 180 مليون بالغ بحلول عام 2050، بينما سيرتفع عدد المصابين بمرض السكري إلى أكثر من 80 مليونًا. كما يتوقعون زيادة بنسبة 300% في تكاليف الرعاية الصحية المرتبطة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
وأشار التقرير أيضًا إلى الفروق العرقية في عوامل الخطر، حيث كانت النساء السود الأكثر تعرضًا لمخاطر الإصابة (57.9%) مقارنة بالنساء الآسيويات (14.5%). كما سجلت النساء السود أعلى معدلات ارتفاع ضغط الدم (58.4%).
وحذر سيروير من ارتفاع معدلات السمنة بين الشباب، حيث يعاني ما يصل إلى 40% منهم من وزن غير صحي، ويستمر هذا الاتجاه حتى مرحلة البلوغ، حيث يعاني حوالي 60% من البالغين من وزن غير صحي. يُعزى الوزن الزائد إلى حوالي 1300 حالة وفاة إضافية يوميًا في الولايات المتحدة، أي نحو 500 ألف حالة وفاة سنويًا.
من الجوانب الإيجابية في التقرير هو انخفاض معدلات ارتفاع الكولسترول، والذي يُعزى إلى تحسين العوامل الغذائية ونمط الحياة وتوافر الأدوية والرعاية الصحية الأفضل.