كتب يوسف فارس في الكركزية :
عودة لبنان الى الحضن العربي من البوابة الخليجية اثر غياب دام لاكثر من 15 عشر سنة تبدو واعدة خصوصا بعد زوال الأسباب التي كانت تحول دون ذلك وقيام عهد جديد في لبنان يتمثل بانتخاب قائد الجيش العماد جوزف عون رئيسا وتكليف القاضي نواف سلام بتشكيل حكومة جديدة تلاقي التطلعات الجديدة للبنانيين . والى الزيارة الثانية للموفد السعودي الأمير يزيد بن فرحان لبيروت، كانت العاصمة اللبنانية أخيرا محط اهتمام وموئل لدبلوماسية خليجية. فبعد زيارة وزير الخارحية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، حل وزير خارجية الكويت عبدالله علي اليحيا والأمين العام لمجلس التعاون الخليجي جاسم محمد البدوي في لبنان . وكان اجماع في كل تلك المحطات الأخوية على تعميق العلاقات اللبنانية – الخليجية إضافة الى التزام واضح بدعم لبنان، اذ اعلن الوفد الخليجي عن اعداد برنامج تنموي للبنان بعد تنفيذ الإصلاحات مؤكدا ان استقرار لبنان وسيادته يمثلان أولوية لدول الخليج .وشدد على ضرورة استعادة لبنان سيادته كاملة بانهاء الاحتلال الإسرائيلي وتطبيق القرار 1701 الى جانب الالتزام بتنفيذ اتفاق الطائف كاملا .
عضو تكتل الجمهورية القوية النائب رازي الحاج يقول لـ “المركزية” : مما لا شك فيه ان السعودية كانت على الدوام بمثابة الشقيق الأكبر للبنان وهي لم تنكفئ عن مساعدته، الا عندما قرر محور الممانعة اتخاذ الوطن ساحة للانطلاق نحو تعكير العلاقة ليس مع الدول العربية وحسب بل مع الدول الغربية أيضا . اليوم مع عودة لبنان الى استعادة قراره بانتخاب رئيس للجمهورية وتكليف رئيس لتشكيل الحكومة، من الطبيعي ان تعود المملكة الى العناية بلبنان ومساعدته على كل المستويات .فقد كانت لها اليد الطولى في إزالة العراقيل والصعوبات لقيام هذا النهج الجديد الذي سيستقطب كل شقيق وصديق ويقيم معه افضل العلاقات لاستعادة الثقة المفقودة للأسف بالبلاد محليا وخارجيا بما يمهد لعودة المستثمرين الى وطننا . نحن من جهتنا كقوات لبنانية، رفضنا منذ البداية العودة بالبلاد الى ما كانت عليه في العقدين الأخيرين واصرينا على انتخاب رئيس سيادي استقلالي يؤسس لادبيات جديدة على المستويين السياسي والاداري من شأنها ان تؤدي الى تنفيذ الإصلاحات المشروطة من قبل الاشقاء والأصدقاء لتقديم المساعدات للبنان . صحيح ان الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوربي اعربا عن نية تقديم بعض المساعدات المالية ولكنها حصرا للجيش اللبناني كونه المؤسسة الوحيدة التي تحظى بالثقة.
ويعتبر ان السعودية هي البوابة او الممر الالزامي للعودة الخليجية والدولية الى لبنان نظرا لدوره المحوري إقليميا وعالميا على الصعيدين السياسي والاقتصادي – المالي .