سلايدات

بين اتفاقات ابراهام وارضاء تل ابيب.. على ترامب ان يختار

كتبت لورا يمين في المركزية :

في مقترح صادم لم يكن في حسابات أي من حلفائه او خصومه، تحدث الرئيس الاميركي دونالد ترامب عن رغبته في أن تستقبل مصر والأردن سكانا من غزة، قائلا إن الفلسطينيين “ليس لديهم بديل سوى مغادرة القطاع”. وخلال حديثه للصحفيين في البيت الأبيض، الثلثاء، اعتبر ترامب أن الفلسطينيين “سيودون بشدة” مغادرة قطاع غزة المحاصر للعيش في أي مكان آخر إذا أتيحت لهم الفرصة. وتابع “أظن أنهم سيكونون سعداء للغاية” بذلك. وأضاف ترامب أنه “لا يدعم بالضرورة استيطان الإسرائيليين في غزة”، لكنه أوضح أنه يرغب في أن تستقبل مصر والأردن نازحين فلسطينيين من القطاع.

هذا الطرح، أعلنه فور انتخابه رئيسا الا ان المراقبين اعتبروه، بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”، مجرد فكرة، لكن ترامب يكرره ويبدو عازما على جعله امرا واقعا. انطلاقا من هنا، بدأت رقعة الاحتجاج على الاقتراح، تكبر ككرة الثلج في الايام الماضية. بداية، رفضه المعنيان به اي مصر والاردن، غير ان الرفض صار شاملا… فرنسا رفضت امس تصريحات ترامب، قائلة إن ذلك انتهاك للقانون الدولي ويؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية كريستوف لوموان في بيان “فرنسا تكرر معارضتها لأي تهجير قسري للسكان الفلسطينيين في غزة، والذي من شأنه أن يشكل انتهاكاً خطيراً للقانون الدولي، وهجوماً على التطلعات المشروعة للفلسطينيين.

وبينما رفضت برلين الفكرة، قال متحدث الكرملين دميتري بيسكوف إن الكرملين يرى أن التسوية في الشرق الأوسط يمكن أن تتم فقط على أساس حل الدولتين. وتابع “في ما يتعلق بموضوع إعادة التوطين، نعم، سمعنا تصريح السيد ترامب حول هذه القضية، وسمعنا ورأينا بيانات من عمان ومن القاهرة، تحدثت عن رفض مثل هذه الفكرة. لهذا، ففي الوقت الحالي، نرى أن التسوية في الشرق الأوسط يمكن أن تتم فقط على أساس حل الدولتين”. من جانبه، قال رئيس الوزراء البريطاني: يجب السماح للفلسطينيين بالعودة إلى ديارهم وإعادة الإعمار وسنكون معهم على المسار المؤدي لحل الدولتين.

من ناحيته، اعرب الرئيس الفلسطيني محمود عباس والقيادة الفلسطينية ، عن “رفضهما الشديد لدعوات الاستيلاء على قطاع غزة وتهجير الفلسطينيين خارج وطنهم”. وقال عباس إن “الشعب الفلسطيني لن يتنازل عن أرضه وحقوقه ومقدساته، وإن قطاع غزة هو جزء أصيل من أرض دولة فلسطين إلى جانب الضفة الغربية، والقدس الشرقية، منذ عام 1967”. وقد سارع عباس الى زيارة الاردن لمناقشة التطورات مع الملك حسين.

اما الموقف الابرز، فأتى من الرياض حيث أكدت المملكة العربية السعودية مجددًا دعمها الثابت لقيام دولة فلسطينية. وفي بيان رسمي صادر عن وزارة الخارجية السعودية عبر منصة “إكس”، شددت المملكة على أن موقفها من إقامة الدولة الفلسطينية “راسخ وثابت” ولا يتزعزع، مؤكدةً أن هذا الموقف ليس محل تفاوض أو مزايدات. وأكدت الوزارة أن السعودية لن تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل ما لم يتم تحقيق هذه الغاية، وهي إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية. ولفت البيان إلى أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قد أوضح هذا الموقف بشكل جلي في خطاب له خلال افتتاح أعمال السنة الأولى من الدورة التاسعة لمجلس الشورى في 18 أيلول 2024، حيث أكد أن المملكة لن تتوقف عن العمل من أجل تحقيق إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.

عليه، فإن السؤال الذي يفرض نفسه هو “هل حلف ترامب نتنياهو وخطط الاول التي لا تنال حتى رضى إدارته، سيكون أقوى من الموقف الدولي المتمسك بالدولتين والرافض لاي شكل من اشكال تهجير الفلسطينيين”؟ وهل سيكون هذا الحلف أقوى من رغبة ترامب بالتوصل الى سلام بين اسرائيل والسعودية؟ اذا كان الامر كذلك، فإنه سيواصل الدفع نحو تطبيق اقتراحه. اما اذا كان فعلا يريد وصول الامور في الشرق الاوسط الى سلام دائم والى اتفاق سعودي – اسرائيلي، فإنه سيجد نفسه مضطرا الى التخلي عن فكرته”، تختم المصادر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى