كتبت ميريام بلعة في المركزية :
منذ توليه سدّة الرئاسة في كانون الثاني 2025، اتخذ الرئيس الأميركي دونالد ترامب خطوات تجارية حادة أبرزها فرض رسوم جمركية على شركاء أساسيين مثل كندا والمكسيك والصين. وأدّت هذه الإجراءات إلى ارتباك واسع في أسواق الطاقة العالمية… هذا الارتباك يبدو منطقياً نظراً إلى العلاقات التجارية التي تجمَع الدول الثلاث في مجال الطاقة.
لكن ماذا عن تأثيرها على سعر برميل النفط العالمي؟
فقد ارتفعت أسعار النفط خلال تعاملات اليوم الجمعة، في محاولة لتعويض جزء من الخسائر التي لحقت بها في الجلسات الماضية مع ترقب الأسواق لتطورات حرب الرسوم الجمركية.
وتتجه أسواق النفط نحو تسجيل ثالث انخفاض أسبوع على التوالي بسبب تضرّرها من تجدّد الحرب التجارية التي يشنّها الرئيس الأميركي دونالد ترامب على الصين وتهديدات برفع الرسوم الجمركية على دول أخرى… إذ دخلت الرسوم الجمركية الأميركية على الواردات الصينية (بنسبة 10%) حيّز التنفيذ، ما دعا بكين إلى الرّد بفرض رسوم بنسبة 15% على الفحم والغاز الطبيعي المُسال الأميركي، و10% على النفط الخام بدءًا من 10 شباط الجاري.
زهر: الوضع لا يزال طبيعياً
الخبير في مجال الطاقة الدولية عبود زهر يشرح لـ”المركزية”، أن “سعر برميل النفط العالمي يتقلّب ما بين 2 و3% صعوداً ونزولاً، وبالتالي لا توجد أسباب جوهرية تدفعه إلى إحداث قفزات مرتفعة، بل سيبقى ضمن الهامش المذكور في الوضع الراهن”.
ويقول: كما هو معلوم، يرتفع الطلب على النفط في موسم الشتاء، وهو كذلك اليوم لكن ليس بنسبة مرتفعة لأن الغالبية اشترت كميات النفط المطلوبة في أول الموسم وأمّنت مخزونها، لذلك نراه يرتفع سعر البرميل تارةً بنسبة 2 و3% ثم ينخفض بالنسبة ذاتها، وهكذا دواليك…
إذاً، يُضيف زهر، “لا توجد أسباب تدفع إلى القلق أو الخوف من ارتفاع سعر برميل النفط البرنت العالمي إلى مستويات قياسية في الوقت الراهن، إنما سيبقى يترواح بين 70 و75 دولاراً”.
يُذكَر أنه على رغم من إنتاجها القياسي من الخام البرنت، تستورد الولايات المتحدة نحو 6،5 ملايين برميل يومياً من النفط، أكثر من 70% من هذه الكمية تستوردها من المكسيك وكندا. فالمكسيك صدّرت في تشرين الثاني 2024 ما قيمته 620 ألف برميل نفط يومياً إلى الولايات المتحدة، في مقابل تصدير كندا 4،3 ملايين برميل يومياً في الشهر ذاته.
…الأيام المقبلة ستُظهر مدى تأثير الحرب التجارية التي أشعَل فتيلها الرئيس ترامب على قطاع الطاقة العالمي! هل يخفق في هذه الخطوة؟