سلايدات

إيلي مكرزل يوقّع روايته الجديدة “السعادة شقاء”

السعادة والشقاء، وجهان لحقيقة واحدة، مثل موجتين تتعاقبان على شاطئ العمر. لا نستطيع أن ندرك طعم الفرح إلا بعد أن نتجرع مرارة الألم، كما لا يتجلى ضوء النهار إلا حين ينسحب الليل بكل ثقله. الشقاء ليس نقيض السعادة، بل هو ظلها الوفي، يسير معها، يلونها، ويجعلها أكثر عمقًا.
كل لحظة من السعادة تخلق في داخلنا خوفًا دفينًا من زوالها، وكل ومضة من الشقاء تنبت في أرواحنا بذرة أمل بأن القادم أجمل. ربما تكمن الحقيقة في هذا التوازن الدقيق بين النقيضين، حيث لا يكون للحب معنى دون الفقد، ولا للقوة حضور دون الضعف، ولا للابتسامة سحر دون الدموع التي سبقتها.
هذا المعنى العميق للسعادة والشقاء ترجمه الكاتب والصحفي ايلي مكرزل في كتابة الذي سيحتفل بصدوره يوم الأربعاء الموافق 19 فبراير 2024 في قاعة بلدية الجديدة، حيث سيشارك الكاتب عدد كبير من المثقفين والإعلاميين هذه اللحظات السعيدة.
تتألف رواية “السعادة شقاء” من 8 فصول 91 صفحة، وتجمع بين الخيال والواقع، حيث تتناول قصصًا مستوحاة من الحياة اليومية، رغم أن جميع أحداثها تمت معالجتها بأسلوب روائي مبتكر. يطرح الكاتب إيلي مكرزل من خلال الرواية تساؤلات فلسفية حول مفهوم السعادة والشقاء، ويعكس من خلال شخصياته الصراعات الداخلية التي يعيشها الإنسان بين الأمل واليأس، الفرح والحزن، والواقع والأحلام. بأسلوب أدبي عميق ومؤثر، يكشف الكتاب كيف أن السعادة لا تأتي دون ثمن، وأن الشقاء في كثير من الأحيان هو ما يمنحها قيمتها الحقيقية.
وكان قد كشف مكرزل لموقعنا عن الرواية التي تسلط الضوء على التناقضات التي نعيشها بين الفرح والحزن، وبين ما نريده حقًا وما تفرضه علينا الحياة. جاءت الفكرة من ملاحظتي لحالات كثيرة لأشخاص يسعون وراء السعادة، لكنهم يكتشفون أنها أحيانًا مجرد وهم، أو أن الطريق إليها مليء بالشقاء.
أما غلاف الرواية فيعكس مضمونها بشكل غير مباشر، حيث أشار إلى أن الرواية كُتبت باللهجة اللبنانية المحكية بهدف الوصول إلى أكبر شريحة من القرّاء.
يُذكر أن “السعادة شقاء” تعدّ ثاني أعمال مكرزل الأدبية، بعد كتابه الأول “أغاني بلا ألحان”، الذي صدر عام 2017 وكان عبارة عن مجموعة من الخواطر. ومع هذا الإصدار الجديد، يسعى مكرزل إلى تقديم تجربة أدبية تحمل عمقًا فكريًا وعاطفيًا يعكس واقع المجتمع اللبناني بأسلوب روائي مشوّق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى