![](https://lebanonajel.com/wp-content/uploads/2025/02/ترامب-780x470.webp)
كتبت جوانا فرحات في المركزية :
سيلٌ من التهديدات صدرت عن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عقب إعلان الجناح العسكري لحركة “حماس” أمس الإثنين تعليق عمليات الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين “حتى إشعار آخر”.
تهديدات ترامب تعيد إلى الذاكرة ما قاله قبل دخوله البيت الأبيض بأيام عندما هدد حماس بفتح أبواب الجحيم إذا لم يُفرَج عن المحتجزين قبل أن يتولى منصبه. لكن تهديدات ما بعد تولي ترامب رئاسة الولايات المتحدة ليست كما قبله. ومن يتابع الخطوات التي تنفذها إدارة ترامب وفقا لكل القرارات التي وعد بها قبل تنصيبه يتأكد أن أبواب الجحيم ستُفتح وستعمّ الفوضى “إذا لم تتم إعادة جميع الرهائن من غزة بحلول الساعة 12 ظهر يوم السبت المقبل والموعد نهائي كما سيدعو إلى وقف قرار إطلاق النار” يقول ترامب.
سيل التهديدات لم يتوقف عند حدود غزة بل طال دولة مصر والمملكة الأردنية الهاشمية . فقد هدد كل من مصر والأردن بوقف إمدادهما بالمساعدات إذا رفضتا استقبال اللاجئين الفلسطينيين” الذين يريد “قبعهم” من أرض غزة.
نسأل عن إمكانية تنفيذ مثل هذه التهديدات ويأتي الجواب”إنه ترامب”. وإذا قال إنه سيفتح أبواب الجحيم في غزة فسيفعلها”. إلا إذا التزمت إسرائيل بالإتفاق وفق حركة حماس “والتهديدات لن تؤدي إلا إلى تعقيد الأمور”.وفي ما خص جنوب لبنان فموعد الإنسحاب النهائي رهن بقرار يصدر عنه وإذا ما أوعز لرئيس حكومة إسرائيل بتمديد المهلة فسيكون له ذلك حتى لو أصرت الحكومة اللبنانية على موعد الإنسحاب في 18 شباط.
حتى الآن، تم الإفراج عن خمس دفعات من الرهائن لدى “حماس” والسجناء الفلسطينيين لدى إسرائيل وذلك في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق التي تمتد 42 يوماً وتشمل الإفراج عن 33 رهينة إسرائيلية، فيما ستفرج إسرائيل خلال هذه المرحلة عن أكثر من 1890 سجيناً فلسطينياً.
وينص الاتفاق الذي تمّ التوصل إليه بين “حماس” وإسرائيل بوساطة مصرية قطرية وبدعم أميركي إلى توزيع عملية تبادل الرهائن على ثلاث مراحل. لكن يبدو أن ثمة شعور بالإنكسار لدى الحكومة الإسرائيلية وعائلات الرهائن من “الطريقة الإستعراضية” التي تقوم بها حركة حماس خلال عملية إطلاق الأسرى الإسرائيليين لديها. وهذا ما حدا بترامب إلى المطالبة بتسريع عملية التبادل ورفع حماس لعدد الرهائن الإسرائيليين الذين يتم إطلاق سراحهم في كل دفعة “إذ لا يمكننا الإنتظار كل سبت لخروج 2 أو 3 من الرهائن من غزة”.
الأكيد أن الضمانات الأميركية لوقف إطلاق النار لم تعد قائمة في ضوء خطة ترامب تهجير سكان غزة من القطاع، وقد يكون ذلك سبباً مباشراً لإرجاء حماس محادثات المرحلة الثانية. ومع ارتفاع وتيرة التهديدات الأميركية، وتعنّت حماس، بات يُخشى من انهيار وقف إطلاق النار في غزة. فهل ينسحب هذا المشهد المأزوم على الواقع الميداني في الجنوب اللبناني؟
العميد المتقاعد جورج نادر يخشى أن يسقط قرار وقف إطلاق النار في غزة “لأن ترامب لا يتوانى عن تنفيذ كل تهديداته وحتى وعوده”. ويشير إلى أن “الوقائع أثبتت أن حماس التزمت بشروط وقف إطلاق النار على عكس إسرائيل. إلا أن رفع سقوف التهديدات لا يعني أن الحرب ستندلع. فحماس بأمسّ الحاجة إلى عدم تجدد الحرب كذلك الأمر بالنسبة لإسرائيل وهذا ما يزيد من احتمال تهدئة الأمور بتدخل مباشر من الوسيط القطري والمصري”.
ما صرحت به حماس على لسان القيادي أسامة حمدان من أن قرار الحركة تأجيل تسليم الأسرى الإسرائيليين جاء نتيجة تعطيل إسرائيل بنسبة 90 في المئة البروتوكول الإنساني، قابلته تهديدات عالية السقف من الجانب الأميركي إذ قالها ترامب بالمباشر” ستكتشف حماس ما أعنيه بهذا التهديد”.
ويقول نادر في السياق” قد تعيد حماس النظر في قرار تأجيل عملية تسليم الرهائن من غزة وترضح للحلول الذي سيقدمها الوسيط القطري .لكن الأمر يختلف تماما في ما خص الجنوب اللبناني. فإسرائيل لن تنسحب من جنوب لبنان وتصر على التمركز في نقاط استراتيجية تطل على المستوطنات الشمالية والمناطق المحتلة، وأبرزها تلة الحمامص التي تكشف على الخيام وحاصبيا وإبل السقي، وتلة خلة وردة غرب بلدة عيتا الشعب، وتلة العويضة ، وجبل بلاط ويكشف الساحل الجنوبي من صور إلى الناقورة وعمق القطاع الغربي، وأخيرا لبونة العاقورة وتعتبر نقطة استراتيجية برية وبحرية وتشرف على مقر قيادة اليونيفيل من الجهة الجنوبية.
هذه النقاط تساعد إسرائيل على حماية مستوطنات الشمال يقول نادر، والأكيد أنها لن تنسحب قبل ان تؤمن لسكان المستوطنات الشمالية حياة هادئة وآمنة وعلى المدى البعيد جدا.وإذا استمر لبنان بالتقاعس وعدم تنفيذ الإتفاق الذي وقع بين الحكومة اللبنانية السابقة والحكومة الإسرائيلية فهذا يعني أن إسرائيل ستمدد للمرة الثانية. والصحيح أن لبنان لم ينفذ الإتفاق. فمخازن الأسلحة والأنفاق لا تزال في يد حزب الله والبنية التحتية بدءا من جنوب الليطاني وانتهاء بكل لبنان خارج قبضة الجيش “.
ويختم نادر”حزب الله ممثلا بالحكومة السابقة التي كان يرأسها نجيب ميقاتي وقعت على وثيقة أشبه بالإستسلام. والضربات التي تشنها القوات الإسرائيلية مستمرة بحجة “حرية الحركة وضرب الحزب”، ووجود ما يعرف بوثيقة الضمانات الإسرائيلية الأميركية غير الموقعة من قبل الحكومة اللبنانية. لكن الإتفاق عليها حصل من قبل الرئيس نبيه بري حليف حزب الله الأساس وهي تمنح إسرائيل الحق بمعالجة أي هدف لها على الأراضي اللبنانية تراه يشكل خطرا عليها”.