
كتبت: كفا عبد الصمد
قرأت الخبر بحزن كبير، روميو لحود وداعا… كيف يرحل، كيف يمضي هؤولاء بهدوء وصمت.. لا ضجيج يصاحب رحيلهم ولا أضواء ترافق نعوشهم الى مثواها الأخير.. يرحلون بصمت وكأنهم يرسمون بلغتهم الخاصة طريقة رحيلهم، تماما كما رسموا مسار حياتهم، ووقوفهم في مكان بعيد قريب.. لماذا يرحل من زرع في داخلنا بذور التعلق بهذا الوطن، وجعلنا نصدق ان لبنان الحلم الذي نتمناه… روميو لحود واحد من مسببي هذا التعلق الابدي بقطعة ارض مجنونة، اجتمع فيعا شياطين الارض واطلقوا عليها اسم وطن.. وطن النجوم… في يوم احتفاله باستقلاله يرحل عنه اكثر من آمن به، وقدس رسالته، وقدم في خدمته اعمالا فنية لا تنسى، اغنت المكتبة الموسيقية العربية وشكلت كنزا من كنوز هذا الوطن المجنون…
كم انت ماكر ايها القدر، رحل روميو لحود قبل ان يحقق الاستقلال الذي حلم به، لكنه رحل يوم عيد الاستقلال، وكأنه اراد ان يترك رسالة امل برحيله بان الغد افضل، علنا نحافظ على ما تبقى من هذه اللعنة التي تتملكنا، ونحاول ان نغير شيئا من واقعنا المريض، كي يعود لبنان يليق بنا…
روميو لحود العجوز الذي لا يشيخ، كم سيفتقد الفن اللبناني بغيابك، صاحب الابتسامة الدائمة، والقلب الكبير، الحالم بلبنان الحلو والمناضل من اجل بقاء الفن اللبناني في المقدمة.. رحيلك موجع وخسارتك لا تعوض، لكنك باق ارزة شامخة في سماء لبنان… نحن نرحل اما انتم باقون، ورسالتكم ابقاء لبنان من خلال ما قدمتموه…
احزم ذكريات الساعات القليلة التي امضيتها برفقتك يوم استضفتنا في منزلك، واخبئها من غبار الزمن، ولعنة النسيان، اعود اليها كلما اشتقت لهذا اللبنان الذي رسمته موسيقاك واعمالك الخالدة، واتذكر اني يوما تعرفت الى ارزة من ارز لبنان، ويكفيني ذاك اللقاء…